«خرطوش أو ختم الملك خوفو».. عبارة عن رسمة بيضاوية مطبوعة ب"المداد الأحمر" فى إحدى غرف الهرم الخمس، ومكتوب داخلها اسم الملك "خوفو" باللغة الهيروغليفية، ورغم أن "الخرطوش" مجرم الاقتراب منه أو لمسه، إلا أن 3 من الخبراء الألمان بالاشتراك مع 6 مصريين من العاملين بمنطقة الأهرامات، ومدير شركة السياحة المنظمة للزيارة استولوا عليه. كانت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمود سامي كامل، قد أمرت بالسجن 5 سنوات مع الشغل ل 6 متهمين بينهم 3 ألمان، لاستيلائهم على خرطوش الملك خوفو، وقطع أثرية من أهرامات الجيزة وتهريبها للخارج، كما قضت المحكمة بعزل المصريين من وظائفهم، وإحالة الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، للنيابة العامة بشأن مخالفته لقانون الآثار. من جانبه، أكد "حواس" أنه ليس مسئولا من قريب أو بعيد عن خروج آثار الهرم الأكبر من مصر، أو ما يعرف ب"خرطوش الملك خوفو" على يد ثلاث علماء ألمان بمساعدة ست موظفين مصريين، وإنه ترك عمله بوزارة الآثار فى شهر يوليو 2011، فى الوقت الذى اعترف فيه العلماء الألمان فى مواد وثائقية مسجلة أنهم أخذوا العينات من خرطوش الملك خوفو فى شهر يوليو 2013. وقال أسامة كرار، منسق الحملة الشعبية للدفاع عن الآثار، إن اللجنة المشكلة بقرار من وزارة الآثار، لمعاينة الهرم، وجهت الاتهام للألمان بصفة مباشرة، وحددت زمن السرقة فى العام 2013، وهذا ليس صحيحا؛ لأن خبراء وأساتذة الترميم دائمًا ما يؤكدون استحالة تحديد أخذ عينات من الخرطوش بمجرد النظر له بالعين، فالأمر يستلزم أخذ عينات لتحليلها، ومعرفة التوقيت المحدد لأخذها، وهو ما أثار شكوك الحملة تجاه التقرير. وأضاف "كرار" ل"البديل" اليوم، أنه بالبحث وجدوا فيلما وثائقيا للدكتور زاهى حواس بتاريخ 2004 تحت عنوان "من بنى الأهرام المصرية؟"، وفى هذا الفيلم يظهر الدكتور زاهى حواس بجوار مقدم الفيلم اليهودى الجنسيةJosh Bernsteinومدير منظمة إدغار كيسى الماسونية، التى دائمًا ما تزور الأهرامات، لإجراء دراسات وإنتاج أفلام؛ للبحث عن قارة أطلنطس التى يدعى الصهاينة، أنها موجودة أسفل الأهرامات، فى محاولة منهم لتهويدها. وتابع: "لكن فى العام 2010، سجل حواس الذى كان يشغل وقتئذ منصب أمين المجلس الأعلى لشؤون الآثار، فيلمًا آخر داخل الحجرات الخمس، تحت عنوان (مطاردة المومياوات)، أى بعد تسجيل الفيلم الأول ب5 سنوات، وفى الدقيقة 34 والثانية 42، يظهر وزير الآثار الأسبق بجانب الخرطوش، ومحفور عليه نفس العلامات التى ذكرتها اللجنة في تقريرها"، موضحاً أنه رغم أن زاهى حواس الرجل الوحيد فى مصر الذى يزور الخرطوش ويعرفه معرفة جيدة، إلا أنه لم يبلغ بسرقته، أو حتى وجود تغير فى شكله، معتبرًا أن هذا أقوى دليل على عدم سرقة الخرطوش فى 2013، مشيرًا إلى أن الوفد الألمانى زار هرم خوفو فى 2006، بتصريح من زاهى حواس. ولفت "كرار" إلى أن الزيارة الثانية للألمان فى الرابع من أبريل عام 2013، والتى رجحت فيها وزارة الآثار سرقة الخرطوش، كانت بتأمين من قبل شرطة السياحة بشيك مدفوع الثمن، وهذا سبب إحالة "حواس" للنيابة العامة. وأوضح الدكتور محمد عبد المقصود، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار والمشرف على منطقة آثار القنال وسيناء، أن المحكمة لم توجه اتهاما للدكتور زاهي حواس حتي الآن، وأمرت بإحالته للنيابة العامة بشأن مخالفته لقانون الآثار. كانت "البديل" قد نشرت في 18 مارس 2014، شهادة لعالم بجامعة بوسطنالأمريكية يدعى schoch Robert، أكد فيها، أن الخرطوش كان سليمًا عندما زاره لأول مرة فى ديمسبر 2003، ولكن مع زيارة الثانية فى ديسمبر 2006، فوجئ بوجود علامات توكد أخذ عينات من الخرطوش، وهى نفس العلامات التى حددتها اللجنة فى تقرير المعاينة.