أعلنت الإدارة الأمريكية مؤخرا عن عزمها توسيع عملية استهداف تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط، لتشمل سوريا بجانب العراق أيضا، مما أثار الشكوك حول أهداف الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، لا سيما وأن إدارة "باراك أوباما" تصدرت منذ اندلاع الأزمة السورية قائمة المحور المعادي للرئيس السوري "بشار الأسد" وسعت جاهدة لأجل إسقاط النظام السوري. قرار واشنطن يأتي بعد أن أعلنت أن الضربات الجوية التي تنفذها في شمالي العراق غير كافية وأن هزيمة هذا التنظيم الإرهابي تتطلب ضربه في سوريا، ورغم إعتراف أوباما بعدم وجود إستراتيجية واضحة، إذ إنه أعلن إرسال وزير خارجيته، "جون كيري"، إلى منطقة الشرق الأوسط، لإشراك دول المنطقة في تحالف قوي لمواجهة تنظيم داعش، يأتي ذلك وسط توجيه سوريا تحذيرا لإدارة "أوباما"، بألا تمدد ضرباتها الجوية ضد (داعش) إلى داخل سوريا.. حظي تنظيم داعش برعاية أمريكية غربية تنفيذا لمشروع إسقاط نظام "الأسد" من البداية، حيث سمحت أمريكا بصعود نجم التكفيريين، ولم تبدأ في مهاجمتهم إلا بعد اندلاع أزمة العراق، فكانت أمريكا تمد التنظيم بالسلاح والمؤن لتنفيذ مشروعها، ولكن بعد أن استفحل خطر هذا التنظيم بدأت الإدارة الأمريكية في الضغط على النظام السوري للتعاون معها في تحديد أماكن التنظيم الإرهابي للبدء في شن غارات عسكرية أمريكية عليها. من المستبعد أن ينال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" دعما سريعا من الكونجرس حول عمل عسكري موسع ضد تنظيم "داعش" في كل من العراقوسوريا، حيث يحجم الجمهوريون بصفة عامة عن التصديق على مبادرات "أوباما" السياسية، في حين يخشى عدد كبير من الديمقراطيين أن تتورط الولاياتالمتحدة في اي عمل عسكري خارجي بعد حربي العراق وافغانستان اللتين استمرتا أكثر من عقد. وإذا كان أوباما ليطلب من الكونجرس الموافقة على عمل أو تمويل عسكري طويل الأمد، فمن المرجح أن يأتي ذلك في وقت حساس من الناحية السياسية أي قبل أسابيع قليلة من انتخابات الكونجرس في الرابع من نوفمبر. وتناولت مجلة "سليت" الأمريكية المعنية بالشؤون السياسية والثقافية، تصريحات رئيس أركان القوات الأمريكية "مارتن ديمبسي" التي يشير فيها إلى أن القضاء على داعش لن يتم بمهاجمتها من جانب واحد على الحدود السورية العراقية، وإنما ينبغي ضربها في الأجزاء التي تستقر فيها في سوريا. وعلقت الصحيفة على تصريحات "ديمبسي" قائله إنه ليس من الواضح حتى الآن إن كانت استراتيجية أوباما القضاء الكامل على داعش، وبافتراض أن إدارة أوباما ستحول أهدافها إلى هزيمة داعش، فإن القرار يعمق تدخلها في سوريا