تعد قرية "كتامة" التابعة لمركز بسيون من أشهر قرى محافظة الغربية فى صناعة الموبيليا، ويطلق عليها البعض "دمياط الثانية". لم تقف طويلاً في طابور الانتظار الحكومي، ولم تنتظر المدد أو الهبات والمنح الحكومية التي عادة لا تأتي حتى تحولت القرية الصغيرة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن طنطا عاصمة المحافظة إلى مركز صناعي للأثاث ينافس "دمياط"، بل يسحب البساط من تحت أقدامها، والتي احتكرت صناعة الأخشاب لسنوات طويلة. مدخل القرية الصغيرة لا يختلف كثيراً عن العديد من قري مصر، لكن بضع خطوات تضعك داخل مجمع صناعي كبير تخصص في الأثاث والموبيليا بأنواعها، ربما لا ينقصه سوى منفذ للتصدير؛ لينافس عالميًّا وحلول لبضع مشاكل محلية أهمها إيجاد حل سريع لأزمة انقطاع التيار الكهربائى المستمر ولفترات طويلة وعديدة. فى البداية يقول كريم إسماعيل الجندى (صاحب ورشة تنجيد أنتريهات) إن أصحاب الورش لا يستطيعون العمل مع استمرار ازمة انقطاع التيار الكهربائى بصورة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن قرية كتامة هى أكثر القرى بالغربية تضررًا من انقطاع الكهرباء؛ لوجود آلاف المصانع والورش بها، التي تعتمد على الطاقة فى إنتاجها، مؤكدًا أنهم تقدموا بشكاوى جماعية إلى المحافظ؛ لإنقاذهم من الإفلاس؛ بسبب تفاقم الأزمة، وتوقف ورش صناعة الموبليا عن العمل. وقال إبراهيم كمال سالم (صاحب ورشة لتصنيع الموبيليا) إن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في خسائر فادحة لأصحاب معارض وورش النجارة التي تعتمد في عملها على الكهرباء، مضيفًا أن القرية تعيش في ظلام دامس؛ بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء. وأضاف إبراهيم المهدى (نجار) أن استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة خلال الفترات الصباحية والمسائية يعرض أصحاب ورش صناعة الأثاث لخسائر كبيرة، مؤكدًا أن "استمرار تلك الأزمة يؤدي إلى تعطل مصالحنا وأعمالنا؛ لأن جميع الورش تعمل بالماكينات، ونتيجة لقطع التيار لا نستطيع الالتزام بمواعيد تسليم الأثاث المتفق عليه؛ مما يعرضنا لخسائر ضخمة"، مناشدًا الحكومة "سرعة إيجاد حل لتلك الأزمة قبل خراب بيوتنا". يذكر أن صناع الموبليا وأصحاب ورش النجارة بالقرية نظموا عددًا من الوقفات الاحتجاجية أمام نقطة الشرطة؛ احتجاجًا على استمرار قطع التيار الكهربائى لأكثر من 6 مرات فى اليوم الواحد، مطالبين مسؤلى الكهرباء بالغربية بتحديد ساعات الانقطاع واختيار أوقات لا تمنعهم من ممارسة أعمالهم؛ حتى يستطيعوا الالتزام بالمواعيد التى يلتزمون بها مع زبائنهم من داخل وخارج المحافظة.