نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لها أمس، عن خروج القوات الأمريكية من أفغانستان، وما ينص عليه الاتفاق الذي عقد بين الدولتين. وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تعهد منذ توليه الرئاسة بإنهاء حرب مستمرة منذ عقد كامل، وإعادة القوات إلى أمريكا وتقليل التدخل العسكري في الدول الأخرى، فقد تم تقليل عدد القوات من 100.000 عام 2010 إلى حوالي 47.000 الآن، ووعد بخروج جميع القوات من أفغانستان بنهاية 2014. وأشارت الصحيفة إلى بقاء قوة صغيرة في أفغانستان لتدريب قوات الأمن الأفغانية ولتتدخل في مهمات لمكافحة الإرهاب وحتى الآن لم يتم تحديد عدد القوات التي ستبقى أو كيف سيساعدون في تحسين القوات الأفغانية. وأضافت الصحيفة حكومة أوباما أعلنت الأسبوع الماضي عن وصولها إلى اتفاق مع أفغانستان حول ترتيبات أمنية ثنائية طويلة المدى والتي تسمح ببقاء حوالي 12.000 من القوات الأمريكية حتى 2024 وربما بعد ذلك، وركزت الحكومة الأمريكية على ما إذا كان المجلس القبلي الأفغاني والبرلمان الأفغاني والرئيس " حامد كرزاي" سيوافقون أو يوقعون عليه، فحتى الآن التفاصيل الرئيسية للاتفاق غير واضحة. وأوضحت الصحيفة أن دور القوات الأمريكية المتبقية سيكون لاستكمال تدريب قوات الأمن الأفغانية التي تضم 350.000 عضو، ولتحسين مقدرتهم القتالية، وأيضا لحماية "كابول" العاصمة الأفغانية، ولإثبات أن أمريكا لن تتخلى عن أفغانستان، وللضغط على حركة طالبان للتفاوض حول تسوية سياسية من الممكن أن تكون الطريق الوحيد للاستقرار، ولتمويل جهاز أفغانستان الأمني، وتابعت بأن القوات المتبقية سيكون لديها الحرية في إجراء مداهمات ضد الإرهاب عند الحاجة، مضيفة أن الاتفاق يعطى الجنود الأمريكان الحصانة من القضاء الأفغاني. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات " أوباما" في مايو الماضي أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى العمل مع الحكومة الأفغانية لتدريب قواتها ومكافحة الإرهاب، وأن هذا سيضمن أن تنظيم "القاعدة"لن ينشئ ملاذا آمنا لشن هجمات ضد أمريكا أو حلفائها. واختتمت " نيويورك تايمز" بأنه من الصعب إدارة علاقة مثمرة مع أفغانستان بالنسبة ل"كرزاي"، فمن المغري أنه بعد عقد كامل من التكلفة الهائلة في الأرواح والأموال، أن تنسحب أمريكا دون إبداء أي مساعدة لأفغانستان، لكن يجب إجراء هذا الاتفاق من أجل الشعب الأمريكي.