أكدت صحيفة واشنطن بوست الامريكية انه ليس بمقدور الولاياتالمتحدة التخلي عن اتفاقها الامني مع افغانستان، ورأت انه سيكون من "الحماقة" ان تتخلى امريكا او افغانستان عن التحالف بينهما لأن هذا الامر سيكون له "عواقب كارثية". واشادت الصحيفة في مقال افتتاحي اوردته اليوم الثلاثاء على موقعها الالكتروني بجهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري التفاوضية في كابول الاسبوع الجاري التي "قد تكون ساعدت في انقاذ" اتفاق امني ضروري بين الولاياتالمتحدةوافغانستان. وقالت الصحيفة ان كيري والرئيس الافغاني حامد كرزاي اعلنا عن توصلهما لتسوية بشأن نقطتين خلافيتين تسببتا في عرقلة الاتفاق سيتم بموجبهما قيام الولاياتالمتحدة وحلفائها في حلف الناتو بنشر قوات للتدريب ومكافحة الارهاب في افغانستان بعد عام 2014. واوضحت الصحيفة انه ثمة فرصة حقيقية الآن لوضع الصيغة النهائية للاتفاق قبل يوم 31 اكتوبر الجاري، وهو الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الامريكي باراك اوباما، الذي هدد بإلغاء الخطط الخاصة بنشر القوات في افغانستان ما بعد عام 2014 في حال عدم التوصل الى اتفاق. واشارت الصحيفة الى ان كيري قد يكون انقذ الحكومتين الافغانية والامريكية من كارثة ستكونان هما فعليا السبب فيها، فبدون دعم القوات الامريكية او قوات الناتو، سيكون جيش افغانستان وحكومتها عرضة لخطر الانهيار ما بعد العام المقبل وهو ما سيعرض كل ما بنى كرزاي والولاياتالمتحدة والناتو خلال السنوات الماضية للخطر. غير أن الصحيفة رأت ان كرزاي، الذي سيترك منصبه العام المقبل، بدا غير مستعد للموافقة على المتطلبات الخاصة بضمان الولاياتالمتحدة لأمن افغانستان، وترك عمليات مكافحة الارهاب للقوات الافغانية. وقالت الواشنطن بوست ان اوباما ومستشاريه، من جانبهم، يبدون على استعداد لتكرار نفس الخطأ الذي ارتكبوه في العراق عام 2011، عندما اقنعوا انفسهم بأن القوة الامريكية المتبقية هناك غير ضرورية وبالتالي لم يسعوا بقوة الى ابرام اتفاق مع الحكومة العراقية، مما جعل العراق يسقط في مستنقع الحرب الطائفية. واشارت الى انه رغم ذلك يتخذ مسؤولو البيت الابيض سياسة مماثلة حيال افغانستان بقولهم ان تهديد تنظيم القاعدة موجود في مكان آخر وان استمرار التواجد الامريكي هناك غير مبرر، وهو ما قد يؤدي الى اشتعال الحرب الاهلية الافغانية مرة اخرى. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالاشارة الى ان الاتفاق الامني بين امريكا وافغانستان لا يزال معرضا للانهيار وسط سلوك كرزاي الخاطيء والتزام اوباما "الفاتر" باستراتيجيته الخاصة، وانه في حال حدوث ذلك فسيكون افضل رد فعل للولايات المتحدة هو التحلي بالصبر، فرغم جميع الاحباطات، تمكنت افغانستان من تحقيق تقدم هائل منذ عام 2001، مؤكدة انه سيكون من "الحماقة" ان تسعى الحكومة الافغانية او الامريكية لتخريب التحالف بينهما فالنتائج حينها ستكون كارثية.