جاءت زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل غير المعلنة لأفغانستان السبت الماضي لتكشف أهمية اتفاقية التعاون الأمني بين واشنطنوكابول والدور المقرر لهيجل بغرض الضغط لإتمام الاتفاق في حين أكد وزير الدفاع الأفغاني باسم الله خان محمدي أن الاتفاق سيوقع في الوقت المناسب. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاتفاق يستهدف تقييد بقاء قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان عقب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي في أواخر2014 وسيتضمن الاتفاق شروط بقاء الجنود الأمريكيين والذي وصل عددهم المعلن إلي46 ألف أمريكي وإذا تم التوقيع من قبل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي فإن أطول حرب في التاريخ الأمريكي ستستمر حتي2024 وسوف تسمح لواشنطن بالحفاظ علي تسع قواعد عسكرية دائمة في أفغانستان والتي تقع علي حدود الصينوباكستان وإيران و جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مثل تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان و يبدو أن ضغوط الأمريكيين لإتمام الاتفاق يؤكد سعيهم لشيء أكبر من مجرد البقاء في بلد أنهكته الحرب بل ينظرون إليها علي أنها شيكا علي بياض لخدمة أغراضهم العسكرية والاستخباراتية علي المدي الطويل في المنطقة. ووفقا لمركز جلوبال ريسرش الكندي فقد أدي تأجيل التوقيع علي الاتفاق إلي توتر أعصاب واشنطن واستنفاد صبر إدارة أوباما ما يؤكد أهمية هذه الاتفاقية القصوي للولايات المتحدة لأنه يضمن نجاح أي عمليات عسكرية أو استخباراتية في المنطقة مستقبلا بما في ذلك منطقة الخليج العربي, وبحر قزوين ووسط آسيا بالإضافة إلي إن المنطقة بها أكبر تركيز لموارد الطاقة علي هذا الكوكب مضيفا أن أمريكا تبرر وجودها بشعارات كاذبة مثل الترويج للديمقراطية والتدخل الإنساني وهي تسمح للقوات الأمريكية في أفغانستان بالإخلال بالنظام في البلاد لأنها تتدخل في شئون الشرطة والجيش الأفغاني. وأشار المركز أن إدارة أوباما تصر علي الموافقة الفورية ولهذا هي تمارس ضغوطا كبيرة وقد زارت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أفغانستان قبل هيجل وذلك للتأثير علي كرزاي دون جدوي, حتي الناتو مارس ضغوطا وحذر كرزاي من عواقب عدم التوقيع علي الاتفاق فيما حذر أيضا وزير الخارجية الأمريكية جون كيري تحذيرا شديد اللهجة الأسبوع الماضي ومن جانبه قال توم دونيلون مستشار أوباما للأمن القومي السابق أن كرزاي متهور ويخاطر بعدم توقيعه علي الاتفاق. ومن جانبها رأت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية إنه إذا استمر الوجود الأمريكي حتي عام2024 فإن ذلك يعني أن مدة مشاركة الولاياتالمتحدة في الحروب الأفغانية والتي بدأت في عام1978 ستصل إلي أكثر من46 عاما حيث قامت واشنطن والسعودية بتمويل الجناح الإسلامي ضد جناح الحكومة اليساري الموالي للاتحاد السوفيتي في كابول وتم هزيمة النظام حيث برزت طالبان كقوة مهيمنة في1990 وظلت وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزيةCIA نشطة في أفغانستان وانضمت إليها القوات القتالية العسكرية بعد11 سبتمبر.2001 وأضافت الصحيفة أن البنتاجون أكد علي بقاء20 ألف جندي أمريكي في أفغانستان حتي2024 ووعد دعم لوجستي لتدريب قوات الأمن الأفغانية حيث تشارك القوات الأمريكية في الحروب في غرب باكستان واليمن والصومال وأفريقيا والآن أوباما يقوم بتحريك قوة عسكرية كبري إلي شرق آسيا لمواجهة الصين وهذا ما يؤكد أن حروب أوباما هي تمديدات لحروب بوش حيث أصبح العالم ساحة للمعارك الأمريكية. رابط دائم :