قال الباحث الفرنسي والمتخصص في شئون الإسلام السياسي "ماتيو جوديير" في حوار له مع صحيفة " أتلانتيكو " الفرنسية إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا ترغب في أن تفقد تأثيرها الكلي في مجرى الأحداث في مصر. وأوضح الباحث الفرنسي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تعد تتمتع بنفس النفوذ الذي كانت تتمتع به مسبقا، فإن كانت واشنطن لعبت دورا مؤثرا في مسيرة الأحداث بعد ثورة يناير 2011، إلا أن الوضع لم يستمر على ذلك. وبين " ماتيو جوديير " أن الولاياتالمتحدةالأمريكية رفضت اعتبار ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري لأنها تعلم أن هذا لن يعيد مرسي للحكم كما أنها تخشى من قيام السلطة المصرية الجديدة بقطع العلاقات معها. وفي سياق آخر، أوضح الباحث المتخصص في شئون الإسلام السياسي أن عدم قدرة الولاياتالمتحدة على منع تدخل الجيش لإقالة مرسي يعكس المدى الكبير لفقدان الولاياتالمتحدة لدورها المؤثر في بلد الفراعنة، فقيام الجيش بوضع خطة إقالة مرسي في الوقت الذي يقيم فيه أوباما زيارة رسمية للقارة الإفريقية يظهر العجز الهائل في التأثير الأمريكي على مصر وكذلك على غالبية البلدان العربية. كما بين " جوديير" أن مجرى الأحداث وتدخل الشباب في السياسة أثبت أن الولاياتالمتحدة انتقلت في خلال عامين فقط من مرحلة القوى العظمى القادرة على قيادة مصر بفضل استخباراتها إلى دولة بعيدة لا تملك تأثيرا على مصير السياسة المصرية حتى وإن كانت المدعم السياسي للإخوان المسلمين، فهذا التأثير استطاع الشباب الثوري إيقافه والحد منه. وأوضح الباحث أن هذا الانحسار في الدور الأمريكي له نتائج اقتصادية وسياسية سيئة على الولاياتالمتحدة، خاصة وأن واشنطن تعتمد على مصر كثيرا كقوة دبلوماسية في المنطقة، كما أن الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر ستخسر صلاحيات مهمة. ويرى الباحث أن دور أخرى ستحاول الاستفادة من التراجع في الدور الأمريكي في مصر وخاصة السعودية والإمارات الذين دعموا السلطة الجديدة في مصر كرها في الإخوان المسلمين، كما أن الصين وروسيا ستحاولان أن تلعب دور أيضا وستحاولان أن يزيدا من تحالفهما مع مصر، ولكن دون تدخل في شئون مصر الداخلية. واختتم الباحث بالقول إن قيام أمريكا بإرسال السيناتور جون ماكين وكذلك ليندسي جرهام للقاهرة من أجل التوسط لحل الأزمة بين الجيش والإخوان المسلمين يظهر محاولة أمريكا أن تتقرب من السلطة الجديدة حتى يكون لها قدم في سياسة مصر الخارجية.