قال الباحث السياسي في شئون الشرق الأوسط "رودلف الكراه" في حوار له مع صحيفة " لا ليبر " البلجيكية إن الإخوان المسلمين في مصر اعتقدوا أنهم بفوزهم في الانتخابات أن هذا يعطيهم الحق في تغيير المجتمع كليا وفق تصورهم الخاص. وأوضح الباحث أن الإخوان لم يحصلوا على الأغلبية الكبيرة التي تؤهلهم ليكونوا ممثلين عن كل المجتمع المصري، مضيفا: في تركيا فإن حزب العدالة والتنمية يرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه إخوانه في مصر، والنتيجة لهذه السياسة انتشار التظاهرات في المدن التركية على الرغم من أن الشعب التركي لا يعاني من مشاكل اقتصادية. وأشار رودلف إلى أن الجيش في مصر هو من أهم مؤسسات الدولة بل هو أحد العناصر المهمة في بناء مصر، كما أنه يمثل الشعب ككل وليست فئة معينة، موضحا أن الشعب المصري عندما يجد أن السلطة مستبدة ولا يستطيع الوقوف وحده أمامها يلجأ للجيش كي يخلصه من الستبداد كما حدث في ثورة يناير 2011. كما لفت الباحث إلى الدور الأمريكي في مصر، مشيرا إلى أن واشنطن تحاول التدخل في شئون مصر من أجل حماية حليفتها إسرائيل، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تسير على مبدا أنها ما دام تتحكم في المساعدات المقدمة للجيش المصري فإنه يحق لها التدخل في الشئون السياسية، مبينا أن هذا المبدأ لا يتساير مع التغيرات الأخيرة في الوطن العربي والتي جعلت من بعض الدول العربية لها دور رئيسي في سياسة المنطقة. من جانب آخر، أكد " رودلف " أنه لا ينبغي على المصريين تكرار الخطأ الذي ارتكبه الإخوان المسلمون، مشيرا إلى أنه يجب ضم الإخوان للعملية الانتقالية وليس استبعادهم. وأضاف الباحث بالقول إن الحل الوحيد لعدم تكرار الثورة المصرية وهذه الأحداث مرة أخرى أن يتم التركيز على تطور المجتمع وتحسين الأوضاع الاقتصادية وعدم الخضوع للتدخلات الخارجية، مؤكدا أن المصريين خرجوا ضد الإخوان لأنهم لم يحققوا الصورة التي رسمها الشعب عن مصر ما بعد الثورة ولم يعطوا مؤشرات عن إمكانية تحقيق هذه الصورة. وأختتم الباحث بالقول إن فكرة أن الشعب المصري تحركه قوى خارجية تستطيع التأثير عليه لنشر الاضطرابات هي فكرة مستبعدة خاصة وأنه خرج على الإخوان المسلمين المقربين للولايات المتحدةالأمريكية.