علقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على تراجع دول الخليج عن تقديم المساعدات للاجئين السوريين، قائلة: يواجه الملايين من اللاجئين السورين نقصا حادا في الغذاء والخدمات الطبية لأن دول الخليج فشلت في تقديم التمويل المادي اللازم للمساعدات الإنسانية. وأضافت أن الدول الخليجية بما فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، ومنظمات الإغاثة فشلت في تقديم 650 مليون دولار مساعدات قطعتها في مؤتمر طارئ للأمم المتحدة في دولة الكويت منذ أربعة أشهر. وأوضحت أن نقص الإمدادات والتوقعات بأن أزمة اللاجئين السوريين قد تتضاعف بنحو ثلاث مرات في نهاية هذا العام أجبرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة للتخطيط لوضع خطط محددة من الغذاء والحد من المعونات الطبية بما في ذلك اللقاحات الخاصة بالتطعيم. ويقول برنامج "الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة إنه ينفق أسبوعيا قرابة 19 مليون دولار لإطعام 2.5 مليون لاجئ داخل الأراضي السورية، و1.5 مليون دولار للذين فروا خارج سوريا إلى الأردن وتركيا ولبنان والعراق، وأضاف البرنامج أنه في نهاية شهر يوليو القادم لا توجد ضمانات لاستمرار المساعدات لسوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن أموال المساعدات تدفقت من 42 دولة الذين تعهدوا بإيصال مبلغ قدره 1.5 مليار دولار خلال المؤتمر الطارئ الذي عقد في الكويت، ووعد المؤتمر بجلب"رسالة أمل" إلى الشعب السوري، وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة"بان كي مون" أن مثل هذا المؤتمر نتاج ساطع للتضامن العالمي في العمل، ولكن الواقع كان مختلفا بشكل كبير. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن المملكة العربية السعودية تعهدت بتقديم 78 مليون دولار ابتداء من أول مايو، وتعهدت الإمارات بدفع 300 مليون دولار، وقطر 18.4 مليون دولار، والبحرين 2.7 مليار دولار، ولكن حتى الآن لم يقدم شيئا من تلك المساعدات. بدأ جرس الإنذار يدق في مارس الماضي عندما سلمت دولة الكويت خمس الأموال التي تعهدت بها، وقدمت الولاياتالمتحدة 219 مليون دولار، وكذلك بريطانيا قدمت قرابة 129 مليون دولار، وبذلك أصبحت الكويت أكبر متبرع رسمي في شهر أبريل بعد أن أعلن عن 300 مليار دولار مخصصة رسميا للشعب السوري. وحول تخلي دول الخليج عن تعهداتها المالية، يقول"أوكسفام" :"يجب على جامعة الدول العربية إن تحث جميع الدول العربية التي تعهدت بتقديم المساعدات للشعب السوري أن تكون أكثر شفافية حول التزاماتها، وآليات الوفاء به". ويقول "مصعب كيروات" مدير مؤسسة الإغاثة الإسلامية في الشرق الأوسط:"الأفضل للبلدان أن تبقى بعيدا عن مؤتمرات المانحين، بدلا من تقيم التعهدات وعدم الحفاظ عليه وغياب الشفافية".