طالب جلال الشرقاوى فى لقائه برواد معرض الكتاب ضمن أنشطة المحور الرئيسى أمس بنبذ الفرقة والانقسام ،والتوحد علي مطالب محددة للثورة. وأكد الشرقاوي أن الفن تنبأ بثورة 25 يناير لأن الفن دائمًا ما يستشرف المستقبل, أقلام مولير وزملائه من الأدباء مثل بومرشيه وغيرهم غيرت مسار التاريخ الفرنسي ونفس الشئ حدث في روسياء مع آدباء آخرين.. من ذلك التاريخ استطعت التنبؤ بالثورة.. ففي مصر لم تكن أقلام الأدباء بمنأى عما يحدث في مصر من فساد لم يحدث مثله في العالم أجمع.. واستطيع القول بأن ثورة مصر كانت ثمرة الأقلام والإبداعات الفنية.. ولكن لم يكن عند هؤلاء الفنانين - وأنا واحد منهم - جرأة على أن نضع أرواحنا على أكفنا وننزل الميدان، موقع الشاعر كان القصيدة والكاتب المقال والسينمائي الفيلم والمسرحي المسرحية.. هي مواقع نجيد العمل فيها ولم نكن نعرف موقعًا أخر نستطيع الجهاد فيه. لكن الشباب بجرأة وجدوا على أرض الواقع ما حلمنا به نحن الرومانسيين فعبروا واقعيًا عن هذا الحلم، ونجحت ثورتهم ونجحت أيضًا ثورتنا التي حلمنا بها!. وأضاف الشرقاوي أن المتهم الأول هم شباب 25 يناير لأنهم تركوا التحرير بعد تنحي مبارك والقانون الطبيعي للثورات يقول أنكم كان لابد أن تقودوا ثورتكم ولا تتركوها لغيركم والآن تستأنف الثورة فلا تقعوا في نفس الخطأ شكلوا منكم الرئيس والحكومة نحن اعتزلنا مصر يا صديقي الشاب العزيز، لا تجعل الثورة تسرق منك مرة أخرى فلا ترتكب الخطأ مرتين.. لا تترك ثورتك أنت صاحبها وأنت من يقود هذا البلد. يشير الشرقاوي إلى التشرزم والانقسام والاتهامات المتبادلة؛ اتهامات بالأخونة من جانب الليبراليين، والخيانة من جانب الإسلاميين ويقول إن ماسبق هو سبب المأساة لتنقسم مصر إلى شطرين. ويواصل: أمس الذكرى الثانية لثورة يناير مرّ بأقل الخسائر واليوم صدرت أحكام أسعدت البعض وأحزنت البعض الآخر.. وها هي بورسعيد المدينة الباسلة تحترق الآن فماذا يمكن أن نفعل لرأب الصدع.. لا يوجد إلا حل واحد يمكن تلخيصه في جملة قصيرة " لا استحواز لا تكويش لا فصيل واحد يحكم مصر" كل الأفكار لا بد أن تتزاوج وتتحاور لأن مصر ليس بلدًا صغير بل كبيرًا يضم أيديولوجيات وأفكارًا متنوعة لابد أن تحترم. أدعو إلى الحوار وليس التنابز، ليجتمع الشمل، والزمن كفيل بأن تندمل الجروح .. لا بد من التخلى عن الأغراض والمصالح ووضع مصر نصب الأعين . وحول الفن الحقيقي الذي يرقي بالإنسان ويعبر عن الأفكار ,والمصادقة ذكر الشرقاوي أن التلفزيون والإذاعة تخضعان لرقابة الحكومة المصرية وأضرب مثلًا ببعض أعمالي: قمت بإخراج مسرحيات: مدرسة المشاغبين، والجوكر، وأنا وهو وهي وتم عرضهم مئات المرات في التلفزيون وهذه المسرحيات نضعها في باب الترفيه وليس الفن الحقيقي وهذا خطأ بالغ.. لأن الحكومة لا تعرض إلا هذه النوعية ولا تعرض لي مثلا مسرحيات جادة من عينة: الخديوي التي قمت بإخراجها عام 1992 والرصيف 1986 ودستور يا أسيادنا 1995 وانقلاب 1988 حتى يومنا هذا الممانعة من الحكومة.. والفن يقدم مسرحيات ترقى إلى مستوى الفن العظيم ولكن الرقابة الحكومية ترفض وتمنع هذه المسرحيات. والسينما الأمريكية تقدم كل عام ألفين فيلم في السنة ألف و(900) فيلمًا منهم مقاولات وما يتم تصديره فقط 20 فيلمًا .. إن فيلم "الرسالة" ممنوع عرضه في التلفزيون المصري ومسرحيتي "ع الرصيف" و"دستور يا أسيادنا" لم تعرض وعرضت في كل الدول العربية وهذا خداع فليست الجريمة جريمة الفن ولكن الرقابة الحكومية التي تصادر الفن . Comment *