إنه المحور الذي يضم اليوم أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر والذي استهدف دولا عربية في غمرة ماسمي بثورات الربيع العربي من أجل إسقاطها عبر مؤامرة خسيسة نسجتها إدارة أوباما والتي سلطت من خلالها حربا مستعرة علي سوريا منذ مارس 2011 حتي الآن. ويحار المرء إزاء كل من طمس الحقيقة بالنسبة لما يحدث علي أرض الواقع، فهل غاب عن الجميع الآلة الجهنمية التي تم تصويبها نحو سوريا بهدف استئصال الدولة كلية بعد وقوعها فريسة لجماعات إرهابية جاءت من نحو 74 دولة ليتم حشدها علي الأرض السورية بل ودعمها بالمال والسلاح والتدريب والإيواء لتصعيد معارك استنزاف ضد الدولة السورية؟! المعارك تستعر حتي اليوم رغم المخاطر التي قد تنجم عنها بالنسبة لدول المنطقة لاسيما وأن الغرب نفسه أعرب عن قلقه البالغ حيال مايمثله هؤلاء الإرهابيون من خطر علي السلم والأمن الاجتماعيين في العالم كله.ورغم هذا لم يوقف محور الشر دعمه لهذه الجماعات الارهابية وشجعه علي هذا صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم التي تقوم بها هذه الجماعات الارهابية التي قتلت وشردت وهدمت البِنَي التحتية واستباحت القيم وداست علي القانون وخرجت عن كل الشرائع الدينية والإنسانية والأخلاقية. هل غاب عن الدول العربية الشقيقة أن استهداف سوريا بهذه المؤامرة الكونية إنما هدف في الأساس إلي تدمير الدولة لكي يؤول مصيرها إلي ماآلت إليه أرض الرافدين، وأن ذلك تم بذريعة روجها الغرب تتحدث كذبا عن التغيير وإحلال نظام ديمقراطي يتبني العدالة منهجا والحريات وحقوق الإنسان دستورا؟ أما الهدف في حقيقة الأمر فهو إشاعة الفوضي الهدامة عبر بث الفتنة الطائفية وإثارة العنف والاقتتال الداخلي. ولو أن الغرب ومن تماهي معه من دول المنطقة مثل تركيا وقطر أرادوا الخير لسوريا لما عمدوا طوال هذه الفترة منذ مارس 2011 وحتي الآن إلي مد الجماعات الارهابية بالدعم البشري واللوجستي. ولو أنهم أفاقوا علي الخطر الذي سيمثله هؤلاء بعد ذلك لعمدوا إلي تجفيف منابع الدعم وأعادوا النظر في استراتيجية الحرب التي تم تسليطها علي سوريا من خلال هذه الجماعات المسلحة. كان مطلوبًا من الدول العربية الشقيقة أن تتعامل مع سوريا كما تتعامل مع نفسها بمعني أن تحارب الارهاب وتعمل جاهدة علي وقف دعمه عبر إظهار الحقيقة وممارسة الضغط علي المجتمع الدولي كي يتحرك بفاعلية لإثناء الدول المستمرة في دعم هذه الجماعات الارهابية عن فعل ذلك. أما ثالثة الأثافي فتتمثل في ارتهان الغرب إلي هذا الائتلاف المعارض الذي يتزعمه 'الجربا' والتماهي معه إلي الحد الذي يتم فيه مطالبة الحكومة السورية بالحوار وتسليم السلطة لهذا الائتلاف علي أرضية رفضه لشرعية النظام القائم!! أما الخطر الماثل فيكمن في أن يتحول كل إرهابي أجنبي في سوريا إلي قنبلة متفجرة عندما يعود إلي بلده. ولكن حتي لو حدث ذلك فلا خوف علي الغرب الذي حتما سيستعين بسياسات ترمي إلي التضييق علي الارهابيين ومحاصرتهم وسد كل المنافذ أمامهم. بل قد يلجأ عندئذ إلي توجيه هذه العناصر التكفيرية صوب دول عربية أخري لتكرار نموذج سوريا.لقد غاب عن الدول الإقليمية التي شاركت في وليمة تدمير سوريا أن الوضع قد ينتقل إليها حيث إن الغرب يعتمد سياسة ترتكز علي إشعال الحروب علي الأرض العربية عبر جماعات الارهاب والتطرف ضمانا لأن يبقي هؤلاء بعيدين عن الغرب وحلفائه وسعيا لتقسيم دول المنطقة وتفتيتها وصولا إلي رسم خريطة شرق أوسط جديد يعزز مصالح أمريكا وحليفتها إسرائيل.