ستتغير حتما حسابات تركيا التي كانت تحلم بإسقاط النظام في سوريا ووصول من دعمتهم من إرهابيي تنظيم القاعدة إلي سدة الحكم. اليوم سيخيب فألها بعد أن باتت في ورطة محاصرة بأفعالها، وبعد أن أغرقت نفسها في مستنقع قد يأخذ الدولة إلي حرب طائفية ضروس وعندئذ ستندم يوم لا ينفع الندم. لقد ضلت الطريق عندما سيطرت عليها رغبة محمومة لإسقاط النظام في سوريا وغاب عنها أن الجماعات المرتبطة بالقاعدة والتي دعمتهم من أجل هذه المهمة قد سيطروا علي مناطق قريبة من الحدود معها بما يشكل خطرا كبيرا علي أمن دولة 'أردوغان' في المستقبل. عائلات تركية عبرت عن مخاوفها اليوم، بعد أن قامت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة بتجنيد أبنائها للقتال في سوريا وبالتالي ما يخشاه الكثيرون أن تحصد تركيا ما زرعته وأن لا تسلم بدورها من جريمة الإرهاب التي سلطتها علي سوريا. ولا شك أن تركيا باتت في مأزق اليوم، فتنظيم القاعدة علي الحدود، والأكراد يوسعون سيطرتهم ومن ثم شرعت تركيا في التحرك تجاه جيرانها بمن فيهم العراق وإيران في محاولة لانقاذ نفسها من بؤرة الخطر التي تهددها، ولهذا زار 'أوغلو' وزير خارجيتها بغداد وخرج في مؤتمر صحفي في العاشر من نوفمبر الحالي لينسج ترهات وأكاذيب عندما أنكر قيام دولته بممارسات عدوانية ضد سوريا بل وأعرب عن حزنه واستيائه حيال نزيف الدم في المنطقة رغم أن دولته هي التي تسببت في ذلك.. ! نسي هذا الأفاق المضلل أن العالم كله يري المشهد بوضوح ويري انتهاك تركيا للقانون الدولي وما تقوم به من ممارسات إجرامية ضد سوريا إلي الحد الذي خرجت فيه عن أطر القواعد التي تحكم العلاقات بين الدول. نسي 'أوغلو' دور تركيا التخريبي والتدميري في سوريا الوطن وكيف حولت الأرض التركية لتصبح مراكز إيواء وتدريب وتمويل وتسليح للارهابيين المرتزقة الذين جندتهم وحشدتهم وجهزتهم ليكونوا وليمة إرهاب كبري تطلقها علي سوريا لارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب وضد البني التحتية للدولة. علي من يكذب أوغلو هذا النزق المأفون الذي تحولت تركيا في ظله وظل حكومة 'أردوغان' إلي ساحة تحريض وحرب سافرة ضد دول الجوار؟ ولعل ما يجري في سوريا اليوم بتحريض ودعم من تركيا هو خير مثال علي الدور القذر الذي أخذت حكومة 'العدالة والتنمية' علي عاتقها القيام به في غفلة من ضمير المجتمع الدولي. ولايدري المرء علي ماذا تراهن تركيا التي خرجت عن النص عمدا عندما خرقت قواعد القانون الدولي وداست علي كل الشرائع السماوية والإنسانية والأخلاقية وتآمرت بخسة ونذالة علي دولة جارة كسوريا في محاولة لإسقاطها تنفيذا للأجندة الصهيونية الأمريكية؟ إنها تركيا رأس الحربة التي سلطت سمها الزعاف علي دول المنطقة للنيل منها وغاب عنها أن الله يمهل ولا يهمل، وأن ما فعلته من جرم سيرتد عليها لاحقا لتتجرع من نفس الكأس وإن غدا لناظره قريب..