للمرة الثالثة خلال أشهر ومنذ هروبه خارج البلاد يتعرض بطرس غالي هامان عصر مبارك ووزير ماليته ومهندس عمليات الفساد المالي في عصره وفاتح الكنوز للعائلة المباركية وكل من والاها من لصوص عصره ، يتعرض غالي للإهانة الشديدة و المطاردة من قبل مصريين أحرار شرفاء عاديين ليسوا من نشطاء السياسة ولا مناضلي الفضائيات ولا رموز التيارات ولا أصحاب الدكاكين الممولة من الخارج . المرة الأولي كانت في أحد أسواق لندن عندما رآه شاب مصري مهاجر وجري نحوه وقال له بالانجليزية .. انت فلان فقال له مرتبكاً عايز ايه ؟ فعاد للخلف خطوات و اعطاه لكمة محترمة كسرت نظارته وهو يقول له انت سرقت المصريين وهارب إلي لندن المفروض تكون في السجن ، وتدخل البوليس ومضي الاثنان لقسم الشرطة . المرة الثانية كانت في مقهي و العهدة هنا علي أحد الرواه الذين حضروا الواقعة وكان غالي جالساً مع بعض الهاربين إلي لندن من رجال الأعمال الذين أسهم هو شخصياً وتطأ في نهبهم للبنوك وأموال مصر منهم شخص يعيش في لندن كأمراء الأسرة المالكة وهو مسئول تحويل أموال علاء وجمال مبارك للخارج ، وكان بطرس غالي يجلس معه عندما اقترب شخص قال له انت فلان المصري فلم يرد فرفع الكرسي علي الطريقة المصرية واعطي له "من المنقي خيار" كما يقول المثل الشعبي وجري غالي من أمامه ، المرة الثالثة كانت منذ أيام في كلية لندن للاقتصاد و العلوم السياسية وكان يحاضر البروفسور روجر أوين استاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة هارفارد محاضرة بعنوان (العام التالي من الثورة في مصر) و الطريف و المثير و المضحك أن الاستاذ الانجليزي استعان بالوزير الهارب غالي كي يشاركه المحاضرة ، وقال انه يدخره لفترة الحوار المفتوح لانه سيكون أقدر منه للإجابة عن اسئلة الطلاب وما إن أعلن البروفسور عن بدء الحوار حتي رفعت باحثة مصرية رائعة هي دينا مكرم عبيد يدها وهي طالبة دكتوراه بنفس الجامعة وقالت بصوت جهوري رافعة يدها نحو يوسف بطرس غالي الجالس علي المنصة وقالت بالحرف " ان السلطات في لندن وفي الجامعة يجب أن تشعر بالخجل و العار لوجود مثل هذا الرجل هنا ، لقد أصابنا وجوده بالفزع . هذا الرجل مجرم في مصر وينبغي أن يقضي 30 عاماً في السجن هناك ولا يمكن تصور أن تجلب لنا الكلية محاضراً بدرجة مجرم تطلبه العدالة . وهنا اشتعلت القاعة بالتصفيق و الهياج مما اضطر الأمن لإخراجه من باب جانبي ليهرب مرة أخري من المطاردة .. الغريب أن مصر أعدت مع الانتربول الدولي مذكرة حمراء للقبض عليه ، لكن انجلترا لا تسلم الهاربين إليها و تعتبر هؤلاء الهاربين مصدراً لانعاش اقتصادها خصوصاً هؤلاء القادمين من دول العالم الثالث يحملون جنسيات أوربية أو أمريكية وهو ما اتضح أن غالي يحملها مؤخراً ، انه قال بوقاحة منقطعة النظير أنا أمريكي و لست مصريا ونفس الكلام قاله رشيد محمد رشيد التركي الجنسية و الذي ينفق ملياراته التي كسبها من لحم مصر علي مشاريع هناك حالياً . إن المصريين الذين طاردوا يوسف بطرس غالي و يطاردونه هم ابناء وصناع ثورة 52 يناير و المتعاطفين معها من ابناء مصر في الخارج وهؤلاء و أولئك هم حماة الثورة و المنتمون لها حقاً وفعلاً لذلك أتوقع ألا يهنأ غالي أو رشيد أو سالم أو بقية الهاربين بملياراتهم طالما يوجد مصري في أي مكان في القارات الخمس . إلي كل مصري مهاجر لم الشمل مع اخيك المصري وطارد مصاصي دماء الشعب ولصوص الوطن لان حكومتنا نائمة ومشغولة بأمور تهمنا كشعب و العدالة بطيئة جداً ولا أمل إلا فيكم . الشعب يطارد لصوصه و يأخذ حقه في كل مكان في الدنيا . دمتم لمصر.