توجهت امس بخالص التحية وكل التقدير والشكر الي اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية والي اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة والي جميع الضباط والجنود الذين شاركوا في الحملات الناجحة التي اعادت الي شوارع وميادين القاهرة كرامتها ونظافتها بعد ازالة جميع الاشغالات التي كانت تشوه وجه عاصمة مصر المحروسة. كان المشهد يفتح النفس، ويشرح القلب فعلا.. لكن للاسف الشديد ما إن انتهت الحملات، حتي سارعت ريمة الي العودة الي مواقعها القديمة.. ففي شارع 62 يوليو- أعرق شوارع القاهرة- شارع الباعة الجائلين الي فرش بضاعتهم علي الارصفة.. الملابس الداخلية والشرابات والاحذية القديمة والادوات الكهربائية والمنزلية المضروبة والاشكال والالوان المختلفة من علب الاغذية المحفوظة والعصائر. وتحت الارصفة وقفت عربات الترمس والخيار والجزر والبطاطا والذرة المشوية والكشري وحمص الشام.. وعربات الكارو المحملة بالبرتقال، والموز، واليوسف أفندي، والتفاح، والمانجو.. بينما الحمير التي تجر تلك العربات تهز أذيالها في مرح وزهو وهي تري اسراب الذباب تتزاحم فوق روثها. وعن المواقف العشوائية التي اقامها البلطجية لسيارات الميكروباص فحدث ولا حرج.. وتصل »المعمعة« الي منتهي المسخرة عندما تقوم محلات الكشري والمقاهي باحتلال اجزاء من نهر الطريق بالاضافة الي الرصيف ووضع »الترابيزات« والكراسي التي يتجمع حولها الزبائن.. بالاضافة الي الكم الهائل من شماعات الملابس المستعملة. انني اعرف ان المهمة الملقاة علي عاتق رجال الشرطة في منتهي الصعوبة.. ولكني اطالبهم بالاستمرار والمتابعة.. واقترح عليهم القيام بتحرير مخالفات وتحصيل غرامات رادعة من اصحاب المحلات التي تسمح بوجود الباعة الجائلين وباعة الملابس المستعملة أمامها.. لعل ذلك يدفعهم الي المشاركة في الحفاظ علي نظافة بلدهم!!