عندما كنت أمشي في شوارع وسط القاهرة وميادينها ينتابني الحزن، وأشعر بالمرارة والأسي لما آل إليه حالها.. قذارة، وزبالة، واستهتار، وفوضي ما بعدها فوضي.. فالأرصفة احتلها باعة، فرشوا علي أرضها ملابس داخلية، وشرابات حريمي ورجالي، وأحذية مستعملة، وأدوات منزلية، وأدوات كهربائية.. وأشكالا وألوانا أخري من البضائع والمأكولات والمشروبات.. وتحت الرصيف عربات يد تبيع ترمس، وخيار، وذرة مشوية، وبطاطا بنار الفرن، وحمص الشام.. وحمير مربوطة في عربات كارو محملة بالبطيخ، والكنتالوب، والعنب، والمانجو، والتفاح، والجزر الأصفر والأحمر.. وبالإضافة إلي كل ذلك سيارات ميكروباص تقف في ثلاثة صفوف في مواقف أقامها بلطجية يقومون بتحصيل »المعلوم« الذي حددوه بمعرفتهم، من سائقي الميكروباصات مقابل السماح لهم بتحميل ركاب!! أما شارع 26 يوليو العريق فقد أصبح حاله يصعب علي الكافر.. بعد أن احتله باعة الملابس القديمة.. شماعات محملة بالبنطلونات، والبلوفرات، والملابس الحريمي بكل أشكالها وألوانها، تحتل الرصيف ونهر الشارع وسيارات ربع نقل وموتوسيكلات بدون أرقام تسير بعكس الاتجاه، وتقفز من فوق الأرصفة!! صباح أمس اختفي كل ذلك بقدرة قادر.. فجأة عاد الوجه الجميل إلي شوارع وميادين القاهرةوالجيزة.. الأرصفة خلت من الزبالة والقذارة وروث الحمير وفضلاتها لم يعد لها وجود!! وكان لابد من جولة في وسط القاهرة وميادينها وأيضا في شوارع وميادين الجيزة.. وعندما سألت عرفت أن أوامر وزير الداخلية الجديد قد صدرت.. وأن السادة ضباط الشرطة قاموا بذلك العمل الرائع في ساعات معدودة.. إنني أتوجه بخالص التحية وكل التقدير والشكر إلي اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية.. وأتوجه بخالص التحية وكل التقدير والشكر الي اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة.. وأتوجه بخالص التحية وكل التقدير والشكر الي اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة . وأتوجه بخالص التحية وكل التقدير والشكر إلي جميع الضباط والجنود الذين أعادوا الي شوارع القاهرةوالجيزة كرامتها.. مع رجاء حار ألا تعود ريمة إلي عادتها القديمة غدا أو بعد غد!!