خيم هدوء حذر صباح أمس في الحي التجاري الراقي وسط العاصمة التايلاندية بانكوك بعد مواجهات عنيفة مع المحتجين المناهضين للحكومة منذ مساء الخميس الماضي أوقعت 42 قتيلا ومئات الجرحي، بينما ألمحت السلطات لنوايا بقمع حركة الاحتجاج وتعهد رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا بمنع المتظاهرين من الاطاحة بحكومته في الوقت الذي تحول فيه القتال في بانكوك إلي حرب مدن تتسم بالفوضي وسط نداءات من الجانبين للحصول علي تعزيزات، وشدد أبهيسيت في خطاب ألقاه عبر التليفزيون ان المواجهة العسكرية الحالية هي الطريقة الوحيدة لوقف الاحتجاجات العنيفة في البلاد، مؤكدا علي ان قوات الأمن »لن تتراجع« وقال لن نسمح بانزلاق البلاد إلي وضع يستطيع فيه اشخاص تشكيل جماعة مسلحة للإطاحة بالحكومة التي لا تروق لهم، واعلن رئيس الوزراء عن تأجيل بدء السنة الدراسية الذي كان مقررا اليوم إلي أسبوع بسبب القتال ضد المحتجين الذين يحتلون أحد الأحياء الراقية وسط المدينة منذ أسابيع، وحث رئيس الوزراء معارضيه أمس علي وقف تحركهم قائلا أفضل ما يمكن القيام به اليوم هو وضع حد للتجمع.. في المقابل رفض آلاف المحتجين التايلانديين مغادرة شوارع بانكوك أمس حيث واصلوا التجمع والمطالبة باستقالة أبهيسيت المدعوم من النخبة الموالية للنظام الملكي في تايلاند وهي الفئة التي يتهمها المتظاهرون بالإطاحة بالديمقراطية، لكن ناتاوات سايكوا أحد زعماء »القمصان الحمر« أعلن استعداد المحتجين للتفاوض مع الحكومة لإنهاء الأزمة، وقال ناتاوات ان الشرط الوحيد الآخر لجماعته هو وساطة ممثلين من الأممالمتحدة في المحادثات، وهو عرض رفضته الحكومة برمته، وقال »لا نريد خسائر جديدة« وقال شهود ان المئات تجمعوا في طريق راما الرابع المزدحم لكن أحدهم توفي بعدما أصيب في رأسه برصاص قناص، كما تجمع عدة مئات من القمصان الحمر في حي كلونج توي للطبقة العاملة حيث احتشد الآلاف في الليلة السابقة مستخدمين شاحنة كمسرح مؤقت في خطوة محتملة نحو إقامة موقع جديد للاحتجاج وتصاعد الدخان من أكوام من الإطارات المحترقة في طريق يؤدي إلي المنطقة، وبدت استراتيجية الحكومة القائمة علي حرمان المحتجين من الامتدادات الرئيسية .