الوضع الاقتصادي المصري الآن يثير الرعب ومن يقرأ الأرقام لابد أن يجافيه النوم لأن مستقبل المصريين مهدد بحالة مجاعة وثورة بطون يمكن معها أن يحدث ما لا يحمد عقباه.. تصوروا معي ما كنا نخشاه في عهد مبارك آن أن يخرج سكان العشوائيات ومعهم الموظفون وعمال اليومية والمدرسون والعمال والفلاحون وأصحاب المطالب الفئوية وكل هذا بسبب الفقر والعوز وقلة ذات اليد. ساعتها سينمحي الوجه المشرق لثورة 52 يناير والمعجزة التي تحققت بسقوط نظام مبارك المستبد، وستعم الفوضي والانفلات الأمني سيتضاعف لأنه سيكون الوجود للأكثر بلطجة وعنفاً وترويعاً للمصريين وستتحول كل مناطق مصر وأقاليمها وحواريها إلي جزر منعزلة بفعل فقدان سيطرة الدولة علي هؤلاء البلطجية الجدد. هذا السيناريو ليس من خيالي كسيناريست أو خيال سيناريست غيري وإنما تردد علي ألسنة كثيرين من رموز قوي الثورة المضادة في الداخل والخارج واعتراف حسين سالم منذ يومين لمراسل روزاليوسف في مدريد بأنه يمول حركات وتظاهرات أنصار مبارك ومثيري القلاقل في مصر الآن أكبر دليل علي ما نقول. الرجل قال إنه حول مليون يورو مؤخراً من أجل هذا الهدف، وإذا أضفنا ذلك لما أكدته تحقيقات النيابة أن رجال أعمال تابعين للحزب الوطني المنحل اجتمعوا ليلاً في فيللا بالطريق الصحراوي ووزعوا أموالاً ليلة جمعة السفارة والتهجم علي مديرية أمن الجيزة والسفارة السعودية هنا ستتضح معامل خطة الفوضي غير الخلاقة وضرب الثورة وتشويه منجزاتها الرائعة لإشعار أغلبية المصريين الذين صنعوا ذات الثورة بأنها نكال عليهم والبدء في صب اللعنات والتأفف منها والترحم علي عصر مبارك المستقر كما يدعون. هذه الزاوية من الرؤية يروجها أبناء »آسفين يا ريس« ورموز الوطني المنحل مع ضباط أمن الدولة في الجهاز السابق الذي لاتزال بقاياه تلعب حتي الآن. لكل ذلك لابد من قانون العزل السياسي ومنع كل الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية المصرية من المشاركة في صياغة المستقبل. لو علمنا أن واضع ميزانية مصر هذا العام تلميذ نجيب لبطرس غالي وجعل حجم الإنفاق العام في هذه الظروف يزيد بنسبة 52٪ حيث كان العام الماضي 304 مليارات وقام بزيادته إلي 194 ملياراً وهو تخريب متعمد كما يقول المختصون ولو علمنا أن فلول الوطني تتفق حالياً مع الأحزاب القديمة والجديدة للنزول علي قوائمها وضخ المليارات لاكتساح البرلمان، ولو علمنا أن الإخوان والسلفيين دخلوا في اللعبة وضموا لهم الصف الثاني »المخفي« من مرشحي الوطني في المجمع الانتخابي 0102 وعددهم أكثر من ألف ويتم الاختيار منهم الآن كل هذا يستلزم إصدار قانون العزل السياسي لأن المثل يقول »إيش تاخد الماشطة م الوش العكر« والشعب يريد الآن وشوشاً ليست »عكرة« وبرلماناً بعيداً عن برلمان سميحة والجزمة وأيضاً بعيداً عن عملاء أمريكا أو الخليج.. برلمان مصري غير ملعوب في تكوينه لأن الشعب يريد الأمان السياسي والاقتصادي بحق.