أوروبا تحذر من خروج بدون اتفاق وتدعو لندن لتغيير خطوطها الحمراء بعد يوم من توجيه البرلمان صفعة قاسية لها، تواجه رئيسة الوزراء البريطانية »تريزا ماي» اختبارا جديدا قد يطيح بها من السلطة وسط غموض بشأن مستقبل البلاد ومخاوف من فوضي قد يخلفها الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، وهو ما يحذر منه الأوروبيون رغم استعدادهم للتفاوض مجددا إذا غيرت بريطانيا »خطوطها الحمراء». وتواجه ماي خلال ساعات اقتراعا علي سحب الثقة من حكومتها دعا إليه زعيم حزب العمال المعارض »جيريمي كوربن» بعد رفض البرلمان بأغلبية ساحقة اتفاق بريكست في أسوأ هزيمة برلمانية تمني بها حكومة في تاريخ بريطانيا الحديث منذ 1864. وتحتاج ماي إلي دعم 318 نائبا لكسب التصويت واستمرار الحكومة في أداء مهامها. وفي حال خسارة الحكومة للاقتراع فلا يتعين علي ماي تقديم استقالتها لكن تبدأ مهلة مدتها 14 يوما يمكن خلالها لأي حزب بما في ذلك »المحافظين» الذي تقوده ماي السعي لتشكيل حكومة تحظي بثقة البرلمان. ورغم هزيمتها أمس الأول فإن ماي قد تنجح في الفوز بثقة البرلمان حيث قال الحزب الديمقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية الذي يدعم الحكومة إنه رغم رفضه الاتفاق لكنه سيظل داعما لرئيسة الوزراء كما قال محافظون مؤيدون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي إنهم سيدعمونها. وحاولت ماي اعتماد لهجة تصالحية مؤكدة أن من حق النواب محاولة إسقاطها، متعهدة بعقد مزيد من المحادثات من أجل التوصل إلي أفكار قابلة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي. وأعلنت رئاسة الحكومة أن ماي ستعود الاثنين القادم إلي البرلمان مع اقتراح جديد لبريكست. وناشدت الشركات البريطانية السياسيين إلي الاتحاد وعدم تعريض الاستقرار المالي للخطر. وتوالت ردود الفعل الأوروبية التي تلقي في مجملها بالكرة في ملعب لندن.. ففي جلسة للبرلمان الأوروبي دافع ميشيل بارنييه كبير المفاوضين الأوروبيين عن اتفاق بريكست وحذر من أن مخاطر خروج غير منظم أصبحت أكبر من أي وقت مضي. وقال إنه »إذا اختارت بريطانيا السماح بتغيير خطوطها الحمراء في المستقبل.. فإن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدا للرد إيجابيا». ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بريطانيا لتوضيح نواياها في أسرع وقت. وتساءل رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك »إذا كان من المتعذر التوصل إلي اتفاق.. فمن سيتحلي بالشجاعة لقول ما هو السبيل الوحيد الايجابي؟». واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه »لا يزال هناك وقت للتفاوض» لكنها أوضحت انها تنتظر مقترحات ماي. لكن وزير خارجيتها هيكو ماس اعتبر أن تأخير موعد بريكست لما بعد 29 مارس »لن يكون له أي معني». وقالت وزيرة الشئون الأوروبية ناتالي لوازو إن إرجاء موعد بريكست ممكن قانونيا وتقنيا إذا طلب البريطانيون ذلك. وفي فرنسا اعتبر الرئيس ايمانويل ماكرون أن »الضغط بات لديهم» في إشارة إلي البريطانيين وقال »يجب في مطلق الأحوال ان نتفاوض معهم حول فترة انتقالية». وأعلنت الحكومة الإيرلندية أنها ستكثف استعداداتها لاحتمال بريكست بدون اتفاق.