في ظل اتجاه القنوات التليفزيونية لتقليل الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان القادم وذلك للحد من الخسائر التي طالت القنوات خلال الأعوام السابقة وبهدف إعادة التوازن لسوق الاعلانات فهل تظهر مشكلة أخري وهي إمكانية عودة انتشار الدراما التركية والهندية وهو ما قد يدفع القنوات للاستعانة بالدراما الأجنبية من جديد بعد أن استطاعت الدراما المصرية القضاء عليها خلال الأعوام القليلة الماضية، فهل سيكون هناك أثر سلبي أم هناك خطة للسيطرة علي هذا الأمر ؟ • يقول المؤلف محمد ناير: يجب أن نعترف أن هناك ازمة في سوق الدراما المصرية وهذا نتاج تراكمات لسنوات وما يتم حالياً من تقليص للأعمال هو خطوات اصلاحية من قبل الجهات القائمة علي القنوات لتنجب الخسارة التي لحقت بالقنوات لسنوات عديدة وخفض الانتاج الدرامي خلال شهر رمضان قد يأتي بالنفع ولكن بشرط أن يكون هناك أعمال درامية ومسلسلات علي مدار العام وبذلك نضمن عدم وجود أعمال أجنبية أخري بديلة كما أكد ناير علي فكرة أن العمل الجيد والمتميز سيجذب المشاهد في أي وقت سواء كان خلال المارثون الدرامي او خارجة وان هناك اكثر من تجربة اثبتت ذلك. يؤكد المؤلف مجدي صابر علي أن الساحة في المرحلة القادمة سوف تمتلئ عن آخرها بالاعمال الأجنبية ولن تقتصر فقط علي الهندية والتركية والسورية انما سيكون السوق المصري جاذبا لصناعات درامية اخري، اذا ما استمر الحال هكذا، ويضيف قائلا عندما توغل المسلسل التركي وطال صخبه كل المحطات الفضائية وحتي التليفزيون الرسمي، اجتهدنا حتي نقضي عليه وبالفعل قدمنا سلسال الدم خارج السباق الرمضاني فشجع باقي المنتجين علي العمل خارج رمضان ومن ثم بدأت مواسم بديلة وتم القضاء علي هذه الظاهرة وطردت الاعمال التركية وغيرها من المجتمع المصري، ويضيف ولكننا الان نترك لها المجال مرة اخري، فسوق الدراما لا يتزحزح ولا حديث سوي علي اعمال قليلة لن تشبع احتياجات الجمهور ولذا سيتم اللجوء للأعمال الخارجية. اما المؤلف أيمن سلامة فيري انه لا مجال لمثل هذه الاعمال بين الجمهور المصري، فيقول ان شركة إعلام المصريين هي التي تمتلك الجزء الاكبر من المحطات وهي ايضا متخصصة في انتاج الاعمال الدرامية ولهذا لن تجلب من الخارج من ينافسها علي شاشات محطاتها، ولذا استبعد ان يتم الاستعانة بالاعمال الخارجية وانما اري ان اسواقا جديدة ستفتح خارج الماراثون الرمضاني لتسد النقص الذي سيخلفه موسم رمضان. كما تحدث المخرج محمد فاضل علي انه ان صح ما يتردد بشأن قلة الاعمال الدرامية خلال الموسم الرمضاني القادم ووصولها إلي 15 عملا كما يقال سيصبح هناك نوع من الفوضي وعدم القدرة او السيطرة علي السوق وهذا سيرجع إلي حاجة القنوات إلي وجود مادة تبث عبر شاشتها وهو ما قد يدفعها إلي الاستعانة بالاعمال الدرامية الاجنبية سواء هندية او تركية او حتي كورية وهو ما سيساهم بشكل غير مباشر في عودة تلك الاعمال لشاشتنا واضاف فاضل بأن عدم وجود استراتيجية للانتاج الدرامي ستؤثر بالسلب علي تلك الصناعة وأكد علي ان وجود وزير للاعلام قد يساعد علي حل تلك الازمة من خلال رؤية موحدة ومحددة فيما يخص الانتاج الدرامي بشكل عام. يقول المنتج احمد الجابري ان كثافة الانتاج الدرامي سواء في الماراثون الرمضاني او المواسم البديلة هو ما قضي علي كل ما أتي إلينا من دراما خارجية، فاذا ما كان هناك 40 عملا رمضانيا فيتم عرضهم مرة اخري طوال العام، ولكن الان يتم تقليص عدد الاعمال سواء داخل الماراثون الرمضاني او المواسم البديلة ولهذا سيكون هناك فراغ كبير لدي المشاهدين سيجعلهم يبحثون عن اعمال بديلة سواء علي الشاشات العربية او علي الانترنت مما سيجبر المحطات الفضائية علي الخضوع لرغبة مشاهديها ويتم الاستعانة من جديد بالاعمال التركية والهندية والكورية وما إلي ذلك..وأعتقد أن الحل الوحيد هو العودة للانتاج مرة اخري حتي لا تموت هذه الصناعة الهامة وتذبل مثلما ماتت الكثير من الصناعات من قبل.