كتب- رانيا يوسف: يبدو أن الدراما الأجنبية، خصوصًا الهندية، كانت وستظل البديل الجاهز للدراما المصرية، فبعد أن غزت الدراما التركية الشاشات قبل سنوات، تتنافس الآن عدة قنوات على الدراما الهندية بعد نجاح هذه الأعمال وتحقيقها نسب مشاهدات جيدة، إضافة إلى الدراما التركية التى ما زالت تطل برأسها على عدد من الفضائيات، ومؤخرًا اللبنانية التى بدأت توجد على الشاشات أيضًا، فهل ستحاصر هذه المسلسلات الدراما المصرية، مما سينهى تمامًا فكرة «المواسم الموازية» التى كانت بمثابة سوق جديدة أمام الدراما المصرية، بديلاً عن حصارها فى موسم شهر رمضان فقط؟ وقالت الناقدة خيرية البشلاوى، إن ظاهرة انتشار الدراما الهندية على الفضائيات المصرية تعد ظاهرة موسمية مرتبطة بتغيُّر المواقف والأوضاع السياسية والاقتصادية التى تمر بها مصر، وأن توتر العلاقات السياسية بين مصر وتركيا انعكس بالتالى على ترويج المنتج التركى عمومًا، وليس فقط الأعمال الدرامية، فالمنتج يتعامل بأسلوب العرض والطلب، أما بالنسبة إلى أصحاب القنوات فهم يريدون ضبط خرائط برامجهم دون إثارة غضب سياسى أو شعبى، وبالتالى قد يكون الحل فى استبدال الأعمال الهندية بالتركية تدريجيًّا، خصوصًا أن الأعمال الهندية تتمتع بشعبية كبيرة فى مصر. البشلاوى أضافت أن الأعمال الهندية تقترب من المزاج العام للجمهور المصرى، فهى تقدّم جميع أنواع الفنون من رقص وغناء وكوميديا ودراما، والجمهور يجد فيها كل عناصر الإبهار، لا سيما أن نجوم الهند لهم شعبية كبيرة فى مصر والدول العربية، وهناك قنوات فضائية تختص بعرض هذه الأعمال، سواء أفلامًا أو مسلسلات، لذلك قد ترى القنوات أن الذوق العام للجمهور يتناغم مع الدراما الهندية من ناحية، ومن ناحية أخرى قد تكون أسعارها أقل من الدراما التركية أو اللبنانية، يضاف إلى ذلك أن الثقافة الشعبية فى الهند ليست بعيدة أو غريبة عن الجمهور العربى، وأن الموزع لديه بوصلة يكتشف بها المنتج الرائج. بدورها، أكدت الناقدة ماجدة موريس، أن الأعمال التركية أثرت على فكر المنتجين ودفعتهم إلى تقديم أعمال عربية مشتركة يجتمع فيها عدد من النجوم العرب، وتمتد إلى أكثر من 60 حلقة، مضيفة: نحن أمام ظاهرة كان سببها زيادة عدد القنوات الفضائية والقنوات المخصصة للدراما، والتى تستهلك أعمالاً كثيرة مقارنة بنسبة الإنتاج المصرى عمومًا، أو ما أنتج عبر قطاع الإنتاج بالتليفزيون، وحققت خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية، بسبب ضعف تسويقها. موريس أوضحت أن أسواقنا مفتوحة لكل أشكال الفنون، ومن حق الجميع أن يوجد ويروّج لأعماله، مؤكدة أن الدراما الهندية جاءت إلينا متأخرة، لأن الهند دولة قريبة منا فى ثقافتها، والذاكرة المصرية مرتبطة بالأفلام الهندية التى كانت منتشرة فى مصر نهايات القرن الماضى، وأن الهند تمارس ضغطًا دبلوماسيًّا ثقافيًّا لنشر أعمالها وإقامة فاعليات فنية لتعريف الجمهور المصرى بالثقافة الهندية، وهذا أمر إيجابى. الناقدة الفنية قالت إن أصحاب القنوات الفضائية لديهم حساسية من المنافسة، مطالبة أصحاب القنوات بعرض أعمال درامية ذات جنسيات مختلفة، وأن لا يتحول الموضوع إلى منافسة تجارية بحتة.