الأحداث تتلاحق وتتشابك وكلما التقيت انساناً ، سألك: مصر رايحة علي فين ، ولو كنت مثلي ممن لهم اصدقاء في كل قارة من القارات الخمس وموبايلك ما بيبطلش رن فلابد أنك ستلحظ أن الغرباء والاقرباء يسألونك نفس السؤال ويؤكدون لك شعورهم بأن مصر في خطر . أن كل مصري شعر بفخر بعد الثورة مباشرةً الآن يشعر بالحزن والإحباط والخوف من العودة لأن الاخبار والحكايات التي تصله عن بعد تقول أن البلطجية في كل مكان ، وأن الأمن منفلت والشوارع فيها حرب عصابات ، أحدهم اتصل بي قائلاً : أنا سمعت ان عصابة تاجر مخدرات دخلت قسم شرطة المنيل وحرقته وشفت الصور علي اليوتيوب ودي تاني مرة ، وآخر قال لي : شفت حكاية الممثلة بسمة وعمرو حمزاوي ودول مشاهير امال الناس العاديين عايشين إزاي ، وقلت له ربما هذا لانهم مشاهير، وفي كل مرة أضطر لطمأنة المتحدث وبث الأمان في نفسه والتفاؤل بأن القادم أحسن رغم انني شخصياً لا أشعر بالأمان وعموماً أكثر الموضوعات التي يسألني فيها المغتربون والاسئلة التي فجروها في رأسي هي كالتالي : لماذا لم يجلس مبارك ونام وتثاءب وحكاية حذائه الذي تصدر الشاشة وابتسامة ولديه المستفزة ؟ يا تري مبارك هايحضر المحاكمة الجاية بعد منع المستشار أحمد رفعت بث المحاكمات علي الهواء ؟ وفي رأيك هل هو قرار سليم وهل يتم التلاعب في القضية وهل حدث ذلك حتي يحضر المشير ويدلي بأقواله ولا نراه ؟ واجابتي هي : أنا أثق في رئيس المحكمة ولكني مستاء من منظر المحامين ولعن الله شهوة الشو والظهور الاعلامي ، وعموماً وجود الصحافة سيغني عن البث التليفزيوني . هل انت مع محاكمة المدنيين أمام محاكمة عسكرية مثلما حدث مع أسماء محفوظ وحوالي عشرة آلاف متهم وناشط سياسي وطبعاً أنا لست مع محاكمة المدنيين أمام محاكمة عسكرية البتة .. مطلقاً . لماذا يخاف السلفيون والاخوان من المبادئ الحاكمة للدستور ولماذا يهددون بمليونيات ضدها ولماذا هذا الموقف "المايع" المتخاذل الخبيث المتخابث للاخوان ، مرة يقولون نحن وافقنا عليها نظرياً ولكنها غير ملزمة وطبعاً المتحدثون باسم حزب الحرية والعدالة يقولون نحن معهما كحزب ضمن تحالف سياسي مع أحزاب أخري ثم تسمع عناصر من الاخوان ليست في الحزب تقول نحن ضد هذه المبادئ لانها تخالف "نعم" التي أقرها الشعب المصري في الاستفتاء علي مواد الدستور التسعة التي اكتشفنا بقدرة قادر فيما بعد أنها أكبر من هذا ، ثم انني أسأل مع كثير من ابناء الشعب المصري في الداخل والخارج الإخوة السلفيين وأفراد الجماعة الاسلامية وهما غير الاخوان الذين يمسكون العصا من المنتصف ، لماذا يرفضون هذه المبادئ تماماً ويعتبرون مجرد الحديث عنها "زندقة وهرطقة" و بعضهم كفر من يطالب بها اقرأوا تصريحات الشحات و البرهامي والأخ عامر بتاع البحيرة وأنا أكاد أجزم انهم لم يقرأوا أصلا هذه المبادئ التي رفضوها وحرموها وأشاعوا أنها ضد الاسلام ولان شريحة كبيرة من أتباع السلفيين والاخوان والجماعة لا يقرأون وإنما يسيرون خلف أمرائهم (عمياني) فأنا أطرح علي من في قلبه ذكر وعقله فكر أن يقرأ المبادئ التي أعلنها الدكتور علي السلمي وتلك التي اتفق عليها 23 حزباً سياسياً ولانها 21 مبدأ أو محورا فلن تتسع المساحة لإعادة نشرها ، لكن سأنشر هنا مبدأ 1 و 2 فقط وهما : جمهورية مصر العربية دولة ديمقراطية تقوم علي المواطنة وسيادة القانون وتحترم التعددية وتكفل الحرية والعدل و المساواة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون تمييز أو تفرقة والشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل علي تحقيق وحدتها الشاملة .. الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ،ولغير المسلمين من أصحاب الديانات السماوية الاحتكام إلي شرائعهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية . ما رأيكم دام فضلكم ، ولماذا يرفض الاخوان والسلفيون والجماعة وثيقة هذا الكلام علي رأسها وبقية المبادئ تصب في اتجاه دولة مدنية حديثة الشعب فيها هي مصدر السلطات والانتخابات هو وسيلة تداول السلطة ، ايه اللي في الوثيقة يزعلكم؟ أم انكم تريدون ولاية الفقيه وتريدون تحويلها لدولة يحكمها الملالي والشيوخ كما حدث في افغانستان وإيران و السودان و الصومال ، هل هذه الأنظمة هي منتهي طموحكم ، المصريون في الخارج سألوني: ألا يعد إنشاء أحزاب للاخوان و السلفيين والجماعة مخالفاً للدستور أصلاً لأنها أحزاب دينية فعلاً تستخدم الدين لدي البسطاء للقفز علي كراسي السلطة ..؟!!