لأول مرة أنزل وسط البلد منذ بداية رمضان وليتني ما نزلت، المنظر في شوارع القاهرة الخديوية صار أقرب لسوق الجمعة في إمبابة.. المحلات تماماً اختفت أمام بائعي الفرشة "تعالي بص باتنين ونص" اكثر من ثلاث ساعات السيارات لا تتحرك واختفاء تام لرجال المرور. وأصوات الباعة وتنافسهم سرعان ما تحول لمعارك بالزجاجات ثم بالشباشب .. نعم قالها شاب يقف بالملابس الداخلية ويبيع لزميله »هاقطع الشبشب عليك لو ما اتحركتش من جنبي« وصارت معركة، هل ينزل محافظ القاهرة الجديد أو يمر رئيس الوزراء المتخصص في الطرق أليس من الغريب أنه لم يطرح حلاً لأزمة المرور و الطرق الطاحنة حتي الآن؟ أتمني أن ينزل ليري بأم عينه معركة الشباشب، يبدو أن الشباشب ستتحول إلي شعار للمرحلة حيث نشبت معركة بالآلي بين عائلتين في جرجا بصعيد مصر بسبب »شبشب« آه والله خناقة علي شبشب حولت شوارع جرجا إلي شيكاغو: وسقط قتلي ومصابون ونشبت حرائق وجعلت المدينة حتة من جهنم ولم تنزل الشرطة وقوات الجيش إلا في اليوم التالي بعد خراب مالطة . أما آخر بركات الشباشب فجاءت من مسجد إمبابة حيث خطب الشيخ المطيري السلفي الوهابي السعودي قائلا: ان سبب خراب مصر طوال تاريخها انها بلد الراقصات والمغنين وأفلام السينما والمسرح وكان ناقص يقول وقلة الأدب لكنه قال ما هو أكثر، قال: لو أن أحدكم منع هذه المفاسد بكل قوته ما عشتم في خراب، ويضيف الشيخ السعودي لافض فوه قائلاً: هل تعلمون سبب الخير و النعيم الذي يعيشه السعوديون إنه وجود جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبشرنا الشيخ بقرب وجود هذه الجماعات في مصر المحروسة. أحد اصدقائي كان يصلي خلف الشيخ السعودي وخرج من المسجد مستفزاً من كلامه وقال لي انه تحدث عن المصريين بما لا يليق، وماذا تنتظرون بعد رفع أعلام السعودية في ميدان التحرير، ما استفز صديقي انه سمع شخصا ملتحيا يقول لزميله انه سيذهب إلي جاره الذي فتح مقهي في الشارع وسيضربه بالحذاء حتي يغلقه وقت الصلاة. فنظر صديقي إلي حذاء الرجل فوجده يرتدي شبشب فضحك وسأله: لكنك ترتدي شبشب يا أخي فقال له: سأضربه بالشبشب، ألم أقل لكم أننا نعيش الآن نظرية الشبشب! السؤال الآن للشيخ السعودي: هل جئت لتحرض المصريين علي أنفسهم؟ ومن الذي جاء بك إلي إمبابة ؟ ثم ان الإحصاءات تؤكد ان معظم رواد الملاهي الليلية هم من السعوديين، لقد رأينا من يلقي بماء النار علي جاره الميكانيكي لانه لا يصلي في المسجد ورأينا من يقطع أذن مسيحي ومن يضرب امرأة في مدينة العاشر ويجرسها بعد أن أصدر عليها حكماً تصور أنه حكم الشرع. هذه السلوكيات ليست سوي ترجمة لخطب الوهابيين السعوديين الذين اخترقوا المجتمع المصري وأنفقوا المليارات علي رموز السلفيين ولا يزالون، والآن يحرضون علي إلغاء وجه مصر الثقافي والفني والحضاري ، والغريب أن الشيخ الوهابي اختصر مسألة ثراء المملكة في جماعة الأمر بالمعروف وهي حسبة خاطئة لأن اليابان والصين أغني من السعودية وكذلك أمريكا وألمانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا وليس فيهم جماعة ابن باز للأمر بالمعروف..