من يقرأ نص التحقيقات مع حسني مبارك وردوده علي أسئلة المحققين يشعر أنه لم يكن رئيس دولة وإنما مجرد عروسة ماريونت تحركها أياد خفية تلعب من خلف الستار وأن اللاعبين قرروا منذ وقت مبكر تأليف هذه المسرحية الهزلية لجموع المشاهدين الذين يمثلون أكبر جمهور مسرحي تعداده خمسة وثمانين مليون مشاهد . نحن يا حضرات كنا نشاهد عرضا مجانيا بلا تذاكر ل لعبة مسرحية محبوكة الصنع تصور صناعها اننا جمهور من السذج سنبلع هذا (الهطل) ونسكت ، لم يحسب صناع "اللعبة" من سماسرة نظام مبارك حساباً ل ثورة الشعب وإرادة الله التي هي من إرادة الأمة . مبارك رد علي معظم الأسئلة بعبارة واحدة " ما اعرفش " . يسأله المحقق عن سقوط القتلي وضرب النار علي المتظاهرين فيقول ما اعرفش . يسأله عن موقعة الجمل فيقول سمعت عنها ويستطرد قائلاً هوه الشعب بتاعنا كده والأمن كده . يسألون لماذا لم تستجب لطلبات المتظاهرين قبل المظاهرات يقول لأني ماكنتش اعرفها إلا بعد المظاهرات ما حصلت . يسألونه عن التوريث فيقول: ما حصلش . يسألونه عن صفقات السلاح وعلاقته بحسين سالم فيقول : أنا شفته مرة واحدة لما كنت نائب في أمريكا بينما يفضحه كتاب (الحجاب) للصحفي الامريكي بوب وود وورد و الذي منع نشره كاملاً في مصر طوال 30 عاماً وفيه تفاصيل شركة الوايت وينجز الفراشات البيضاء والتي كونها حسين سالم مع حسني مبارك وصهره منير ثابت لتجارة السلاح بين مصر وأمريكا مع عملاء مخابرات من (السي أي أيه) والموساد . ولا أعلم لماذا لا يتم ضم شهادة الصحفي الامريكي الشهير لملف جرائم مبارك ..؟ ثم يسأله عن صفقة الغاز وشركة شرق المتوسط فيقول ما اعرفش اسألوا وزير البترول وفي موضوع آخر بعد أن حاصروه يقول ان هذا كان ضمن اتفاقية السلام مع اسرائيل واتضح ان الاتفاقية لم يكن بها شيئاً من هذا علي الاطلاق وانه تم "طبخ" مذكرة تفاهم خارجية حاولت نزع غطاء رسمي من الاتفاقية للتغطية علي الصفقة التي اتضح ان مبارك كان يأخذ منها عمولته السنوية 300 مليون دولار ترسل لحساب الالباني المدعو "علي نفسيني " المسجون حالياً في مدريد والذي كان يغسل أموال عائلة مبارك بالخارج . الملف كله لدي المستشار هشام الدرندلي مسئول العلاقات الخارجية بمكتب النائب العام والذي أعلم انه لا ينام الليل حالياً ويعمل في صمت وبعيداً عن الضجيج الاعلامي خصوصاً و المصريين الآن لا هَم لهم إلا شيئان، محاكمة مبارك وزمرته واستعادة أموالنا المنهوبة في الخارج وبصراحة يا سيادة المستشار شيء مستفز عندما نسمع أن رشيد تنازل عن جنسيته المصرية في لندن ويشتري أراضي ومصانع ويضع مئات الملايين من الدولارات في البنوك ليحصل علي الجنسية البريطانية وهو نفس ما فعله غالي الذي يعامل كأمريكاني، ثم ممدوح اسماعيل يذهب ل قبرص ويشتري بنوكاً وشركات وطبعا ليست فلوسه منفرداً بل هي فلوس زكريا وجمال وعلاء وبالمناسبة استلقيت ضحكاً علي رد مبارك عندما سأله المحقق من أين لأولادك كل هذه الثروات والعقارات والاملاك فقال خبرتهم وعملهم وجهدهم. مستشفي طرة عامل إدانة قرأت تقرير اللجنة الطبية المنتدبة عن مستشفي طرة لاصدار قرار بنقل مبارك إليها من عدمه وهو تقرير مفصل يمثل عاراً علي الحكومات المتعاقبة ويصلح دليل إدانة لوزارة الداخلية في كل عهودها التقرير يقول إن الكهرباء تقطع بها معظم الوقت وليس بها اية تجهيزات لمرضي او استعدادات خصوصاً لمرضي الأزمات الطارئة وباختصار من يتعرض لأزمة صحية من المساجين يموت في الحال . وبعيداً عن صياغة التقرير بصورة توحي انه يستحيل نقل مبارك للمستشفي . أين جمعيات حقوق الانسان التي تطنطن ليل نهار بحقوق ورعاية المساجين من هذا الوضع ؟! عبد اللطيف خاطر لم أكد أستوعب خبر وفاه صديقي الراحل عماد عبد الرحمن حتي تلقيت فاجعة رحيل أطيب وأرق من عرفت في بلاط صاحبة الجلالة . الصديق عبد اللطيف خاطر نائب رئيس تحرير الجمهورية والذي اطلقنا عليه برنس الصحافة . عبد اللطيف رحمه الله تعالي لم تكن تراه إلا أنيقاً متأنقاً معتزاً بلقب صحفي ومدافعاً عن استقلالية وشرف ورفعة وكبرياء المهنة .كان يااه الآن اقول كان يمثل اعتذاراً عن كثير من أدعياء يسيئون لصاحبة الجلالة .. لا يمكن أن تنساه لانه من أول طلة وابتسامة يشعرك انكم عشرة عمر ثم سرعان ما يدعوك للغداء أو العشاء وكأنه جزء من طقوس العلاقة العيش والملح . عبد اللطيف خاطر داهمه المرض فاحتمل عذاباته في صبر وبشاشة وعندما ذهبت لزيارته وطلبوا مني وضع كمامة وجدت شقيقه الرائع العقيد أحمد خاطر يخدمه بعينه لانه ابن اصول ويبيت معه في نفس الحجرة ويرفض تركه وعندما سافرت وطلبت منه ان يأمرني بأي خدمة قال لي يا عالم ها نتقابل تاني ولا لأ وكأنه كان يعرف موعده. رحمك الله يا عبد اللطيف.