لا قرار يتخذه اتحاد الكرة إلا ويدور حوله خلاف حاد بين مسئولي مجلس الإدارة في ظل »طباع« ألية تسيطر علي الغالبية العظمي، وهي تغليب المصلحة الخاصة علي المصلحة العامة. والصراع الدائر حاليا داخل المجلس حول اسم الشخص الذي يتم تعيينه لشغل منصب المدرب العام للمنتخب الأول يكشف بجلاء عن تلك الظاهرة المتأصلة بين مسئولي الجبلاية.. وقد يبدو للجميع أن اختيار مدرب لشغل هذه المهمة أمر ليس بالمضلع أو الصعب خاصة أن مصر عامرة بالمدربين الاكفاء والاسماء الرنانة إلا أن شهوة بعض المسئولين في فرض اسماء بعينها تضمن ولاءها لها هو الذي يجعل قرارا مثل اختيار مدرب أشبه بقرار حرب. والمسئولون بمجلس الجبلاية انقسموا إلي فرقتين، واحدة يقودها الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد وأخري يقودها نائبه المهندس هاني أبوريدة، الأول يريد أن يكون المدرب العام من الاسماء الجديدة التي لم يسبق لها العمل بجهاز المنتخب وأن يكون أول حرف من اسمه طلعت يوسف المدير الفني السابق لاتحاد الشرطة، والثاني يريد أن يكون هذا المدرب شوقي غريب المدرب العام السابق للمنتخب الأول. واذا كان زاهر ومؤيدوه لهم الكثير من المنطق في رؤيتهم هذه ليس فقط للامكانيات الفنية والأخلاقية التي يتمتع بها طلعت يوسف. إلا أن توجه أبوريدة ومن يؤيده يخلو من أي منطق ليس لأن شوقي غريب ليس جديرا بهذا المنصب وانما لأن غريب كان حتي أيام قليلة فائتة بنفس هذا المنصب، بل ومع نفس الجهاز الذي كان يقوده حسن شحاتة وتم الاستغناء عن خدماته بعد الاخفاق الكبير الذي حدث للمنتخب علي يد هذا الجهاز بالخروج من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الافريقية 2102. وإذا كان الكثيرون يعرفون جيدا شكل وأبعاد العلاقة التي تربط شوقي غريب بها في أبوريدة وهي علاقة ممتدة لسنوات طويلة وكانت سببا في استمرار غريب بالعمل بالاجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية المختلفة لعشر سنوات متصلة وهو أمر يستفز مشاعر كل من له علاقة بالوسط الكروي، فإن العجيب هنا أن يتم ضرب كل هذا بعرض الحائط بأن يحاول المتحمسون لتعبير شوقي غريب بأنه هو مدرب كل العصور الذي تتغير الدنيا من حوله ولا يتغير هو. ولم يقف الخلاف داخل اتحاد الكرة علي جهاز المنتخب عند حد تعيين المدرب العام، بل يمتد الخلاف إلي اختيار المدير الإداري والذي يسعي أبوريدة أيضا أن يكون علاء عبدالعزيز الذي يشغل مهمة المدير الإداري للمنتخب الاوليمبي ويريد البعض أن يقوم بالمهتمين في نفس واحد، وهو ما يتصدي له سمير زاهر وفرقته. يذكر أن الاتحاد كان قد استقر علي اختيار البرتغالي نيلو فينجادا مديرا فنيا ومعه مدربين أحدهما مدرب مساعد والآخر للاحمال، وتم الاتفاق علي أن يحصل فينجادا ومعاوناه علي راتب شهري قيمته 04 ألف دولار حوالي 082 ألف جنيه مصري.