بعد اجتماع مطول بين سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وحسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني الأول، تم التوصل الي اتفاق رسمي بين الطرفين، يقضي بفسخ عقد حسن شحاتة وجهازه المعاون.. وعقب الاجتماع صرح سمير زاهر ان عملية الفسخ تمت بالتراضي بين الطرفين ودون حدوث أية خلافات حول أية أمور، مشيرا الي ان شحاتة لم يطالب بالحصول علي الشرط الجزائي بالعقد، فيما كان رأي الاتحاد ان يتم تكريمه هو ومعاونوه بالشكل اللائق.. أما فيما يخص المدرب البديل لشحاتة فقال زاهر انه سيتحدد خلال ال84 ساعة القادمة. جاء ذلك علي خلفية خروج المنتخب الوطني المصري من تصفيات كأس الامم الافريقية بعد تعادله السلبي أمس الأول مع جنوب افريقيا بالجولة الرابعة بالمجموعة السابعة. وعلي كل فإن تعادل المنتخب مع جنوب افريقيا وخروجه من التصفيات الافريقية فلن يقف عند حد نهاية جيل حسن شحاتة ورجاله فقط، وانما قد يجر معه اتحاد الكرة نفسه الي الهاوية.. فالخروج من التصفيات وبهذا الشكل المهين لاسم وسمعة وتاريخ بطل القارة السمراء، فمن المؤكد ان اثارة السلبية ستصل الي مجلس ادارة الجبلاية والذي أجاد مسئولوه من الاستفادة من انتصارات وانجازات المنتخبات الوطنية عامة والمنتخب الأول خاصة.. والمؤكد ايضا ان الخروج جاء في توقيت صعب.. وحرج جدا، تواجه فيه الجبلاية الكثير من المشاكل والأزمات مثل مطالبة المعارضة بسحب الثقة من مجلس الادارة، وثورة الحكام، والمزايدة وغيره وغيره من الأزمات التي كان المسئولون بالجبلاية يمنون أنفسهم بعبورها من بوابة المنتخب الوطني مثلما عبروا منها كثيرا قبل ذلك.. وإذا كان مسئولو الجبلاية يملكون من الخبرة الإدارية ما يمكنهم من التعامل مع كل المشاكل السابق ذكرها عن طريق استخدام منهج التسويف والمماطلة الذي يجيدون استخدامه وتوظيفه، إلا أن نكسة المنتخب الأخيرة وضعتهم في مأزق لا ينفع استخدام نفس السياسة، بل يتطلب الحسم وهو البت في الاستقالة المقدمة من الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة، وتعيين مدير فني جديد بجهاز جديد.. فهذا القرار الذي لا يحتمل التأجيل أو التأخير، أصبح مجلس الجبلاية مطالبا بحسمه سريعا ليس فقط لانقاذ سمعة منتخبنا، وإنما لامتصاص الغضب الجماهيري العارم الذي أعقب نكسة الخروج من التصفيات الأفريقية. التغيير أصبح حتميا الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد، أبدي حزنا شديدا علي خروج المنتخب من مشوار التصفيات، وقال فيما يشبه الاعتراف، ان المنتخب المصري لم يستحق الفوز علي جنوب افريقيا أمس الأول، مشيرا إلي ان لاعبينا أدوا المباراة بلا أية معالم فنية أو خططية، التمريرات معظمها مقطوعة، والهجمات كلها غير منظمة أو متقنة، بل الأمر اللافت - والكلام لزاهر- ان المنتخب الجنوب افريقي كان لاعبوه اكثر انسجاما وتنظيما، والاكثر خطورة علي المرمي، ولولا الحالة الفنية العالية التي كان عليها عصام الحضري حارس المرمي والذي تصدي بمفرده لثلاث فرص خطيرة لخرج منتخبنا من المباراة بفضيحة.. ويعترف زاهر ايضا بحتمية تغيير الجهاز الفني الحالي بأكمله، مؤكدا ان عملية التجديد التي ينشدها الجمهور ويسعي إليها اتحاد الكرة يجب ان تطول الجميع »لاعبين وجهازا فنيا« وليس اللاعبون فقط، مشيرا إلي أنه ومن الواضح، ان الفكر الفني نفسه تقدم في العمر مثلما تقدمت أعمار اللاعبين، وهذا أمر منطقي جدا خاصة وان الجهاز الفني وغالبية اللاعبين لم يتغيروا منذ عام 5002.. وكان طبيعيا أن يدعو سمير زاهر اعضاء مجلسه إلي الاجتماع أمس لبحث الأوضاع والاتفاق علي اسم المدرب الذي سيخلف حسن شحاتة، وعلي الرغم من اتفاق الجميع علي حتمية التغيير السريع، إلا أن النقاش كان ولابد ان يأخذ حقه علي مائدة الاجتماع حول اسم المرشح للخلافة، خاصة وأن هناك من المسئولين داخل الاتحاد من يرغبون في تصعيد شوقي غريب المدرب العام ليصبح هو المدير الفني، فيما يري الباقون أن يكون المدير الفني الجديد ليس واحدا من الاسماء المستهلكة التي تتبادل المواقع بين المنتخبات الوطنية المختلفة. وعن ذلك يقول زاهر إنه حتي ظهر أمس لم تكن هناك اسماء بعينها مرشحة لشغل منصب حسن شحاتة إلا ان المؤكد - والكلام لزاهرا ظروف المرحلة الحالية وقرب موعد باقي المباريات المتبقية للمنتخب وارتباطها بالمرحلة المهمة القادمة باعداد منتخب قادر علي المنافسة بتصفيات كأس العالم 4102 قد تجبر الاتحاد علي اختيار أحد المدربين الوطنيين وليس الأجانب.