هناك ملاحظة وسؤال لابد أن نتوقف أمامها بالفحص والتأمل بخصوص القضية الخطيرة، المتصلة بالفاقد في مساحة الأراضي الزراعية الخصبة بالدلتا، التي تناولناها بالكتابة طوال الأيام الأربعة الماضية في هذا المكان، تعقيبا علي التقرير المنسوب للأمم المتحدة، الذي جاء فيه، أن مصر تحتل المرتبة الأولي علي العالم في معدل التصحر، طبقا لما أعلنه الدكتور إسماعيل عبدالجليل، الرئيس السابق لمركز بحوث الصحراء. وتتركز الملاحظة حول ما أكده الدكتور نادر نور الدين أستاذ التربة والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، من أنه لا وجود لتقرير صادر بهذا الشأن من الأممالمتحدة، وأن ما ذكره الدكتور عبدالجليل هو رؤيته الشخصية، وأن المرجح أن هذه الرؤية قامت علي اجتهاد خاص اعتمد علي عدد البلاغات التي تم حصرها حول تعديات علي الأرض الزراعية خلال الشهور الثلاثة الماضية، في حين أن هذا الحصر لم تقم به أي جهة في مصر سواء في وزارة الزراعة أو غيرها. وفي هذا الخصوص يصبح الدكتور عبدالجليل مطالبا بالرد والتوضيح لما ذكره مستندا إلي تقرير ليس له وجود، وما إذا كان هناك أي أساس علمي أو إحصائي آخر، سواء كان محليا، أو دوليا استند إليه فيما أعلنه، من أن مصر تتصدر المرتبة الأولي في التصحر علي مستوي العالم،..، وأعتقد أن تلك أمانة علمية تستحق أن نتوقف عندها ونحاول تبنيها، ونطالب الدكتور عبدالجليل بتوضيحها. أما السؤال الذي يطرح نفسه علينا جميعا الآن، بما فينا جميع علماء مصر وأساتذة كليات الزراعة بها، وليس الدكتوران نادر وعبدالجليل فقط، فهو: هل هذه قضية مهمة تستحق المناقشة، وتستوجب الاهتمام؟! الإجابة بالقطع »نعم«،..، بل أكثر من ذلك هي قضية خطيرة ويجب أن توضع موضع الاهتمام الكبير منا جميعا. (ونواصل غدا إن شاء الله)