رغم موجات الغضب المشتعلة في الصدور وبالرغم من عواصف الألم التي تعتصر قلوبنا جميعا، جراء الحادث الإرهابي الأخير في صحراء الواحات،..، إلا أن الضرورة والحكمة تفرضان علينا عدم الانسياق وراء تيارات الانفعالات الجارفة، بالقدر الذي يحجب عنا القدرة الواعية علي القراءة الصحيحة لما جري وما كان، وصولا إلي التقدير الصائب لما نحن فيه وما نتعرض له، وما يدبر لنا وما يراد بنا وبالمنطقة. وفي تقديري أن القراءة الصحيحة للحادث تؤكد بوضوح، أننا نخوض معركة شرسة وشاملة ضد قوي الشر الإقليمية والدولية وجماعة التكفير والإرهاب، دفاعاً عن حاضرنا وحماية لدولتنا ووطننا ومستقبل شعبنا، في مواجهة المساعي الهادفة لنشر الفوضي والدمار وإشاعة اليأس والإحباط وكسر إرادة الشعب، ووقف مسيرة البناء والتنمية والتشكيك في الرموز والمؤسسات وقدرتها علي حماية الدولة وصولاً إلي هدم هذه المؤسسات وإسقاط الدولة. وتؤكد هذه القراءة أن من الخطأ الفادح تصور أن ما نخوضه الآن هو حرب قصيرة الأمد، وأن هناك نهاية قريبة للمواجهة الحالية بيننا وبين قوي الشر وجماعة الإفك والضلال والإرهاب. ذلك تصور غير صحيح علي الإطلاق، في ظل الحقائق القائمة علي أرض الواقع، والتي تؤكد بأن هذه المواجهة مستمرة وتلك الحرب قائمة، ولن تتوقف قبل تمكننا بإذن الله من هزيمة قوي الشر وجماعة الإرهاب، ووضع نهاية لوجودهما النجس علي أرضنا الطاهرة. وذلك يفرض علينا التنبه للهدف الذي تسعي إليه هذه الطغمة الباغية، وهو كسر إرادة المصريين وإشاعة الفوضي وعدم الاستقرار علي أمل التمكن من إسقاط الدولة،..، وهو ما لن يتحقق بإذن الله طالما بقيت الإرادة القوية للشعب وإصراره علي الوقوف بصلابة دعماً وسنداً لقواته المسلحة وشرطته الباسلة في المواجهة والحرب ضد الإرهاب الأسود وقوي الشر الباغية. حفظ الله مصر.. ووحد شعبها ونصر جيشها وشرطتها ورحم شهداءها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن وحماية للشعب. »وللحديث بقية»