مخاوف كثيرة لدي أولياء أمور الطلاب أثارها إعلان د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم ملامح النظام الجديد للثانوية العامة في مؤتمر »التعليم.. نحو حلول إبداعية» الذي نظمته مؤسسة أخبار اليوم الاسبوع الماضي والذي يجري إعداده حاليا بالنظام التراكمي علي 3 سنوات ويكون قائما علي الانشطة والأبحاث الطلابية ومنح درجات علي الحضور.. هذا النظام أثار ريبة أولياء الأمور من زيادة انتشار الدروس الخصوصية علي 3 سنوات ووضع الطالب تحت رحمة مدرس الفصل بسبب درجات الأنشطة والحضور. ورصدت »الأخبار» بعض ردود أفعال أولياء الأمور حيث أكدت هند السيد إحدي أولياء، أنها مع أهداف النظام الجديد بالقضاء علي عقدة الثانوية العامة التي أرهقت كل بيت مصري، ولكن يحتاج لأمور كثيرة قبل التطبيق، وغير مطلوب التسرع قبل تأهيل المدارس للانشطة وطرق التواصل الإلكتروني ببنك المعرفة وتدريب الطلاب علي استخدامه، حتي لا نفاجأ بمساوئ التطبيق وضياع الفكرة تحت اقدام سوء النوايا وجماعات المصالح التي تسعي لافشال التغيير. وأضافت أن النظام الجديد يسعي مستقبلا لجعل الثانوية العامة ، شهادة منتهية ، وهو مايستلزم أن يتم أولا تأهيل سوق العمل ، للتعامل مع طالب الثانوية العامة علي أنه خريج ، وتأهيل المجتمع بأنه طالب حصل علي التعليم الأساسي والمناسب وليس شخصا لم يكمل تعليمه . وطالبت ميرفت عبد الله »ولية أمر» ، بتوفير بنية أساسية لممارسة الأنشطة في المدارس قبل إعلان النظام الجديد ، حتي لانفاجأ بسوء في التطبيق ، وتحدث فروقات كثيرة بين المدارس وبعضها ، وبين محافظات لديها الإمكانيات في مدارسها لتطبيق الأنشطة وأخري لا تتوافر بها . وأكد حسن فتحي »ولي أمر» أن تغيير الثانوية العامة واستبدالها بالنظام التراكمي ، يثير مخاوف زيادة الدروس الخصوصية وإضافة أعباء جديدة علي ميزانية كل أسرة بعد تحويل الثانوية العامة ل 3 سنوات بدلا من سنة واحدة حاليا. وقال إن الأهم من وضع النظام الجديد هو وضع حلول للتحديات الكبيرة التي ستواجهه خلال التطبيق ، وهو مايستلزم قراءة واقعية لكل المحاور المرتبطة بالنظام الجديد التراكمي ، بدءا من المعلم والطالب والإدارة المدرسية ، وسوق العمل والجامعات . وأضاف محمد صالح »ولي أمر» ، إننا جميعا مع أهداف النظام الجديد ، والذي سيقضي علي التوتر في كل بيت مصري ، وآمالنا كبيرة في وقف نزيف ميزانية الأسرة علي الدروس الخصوصية ، ولكن يجب أن نفكر في التحديات التي ستواجه التطبيق ، والوقوف في وجه المحسوبية والواسطة خلال حساب درجات الأنشطة والأبحاث الطلابية ، مما يتطلب وضع نظام تحكمه الشفافية وطرحه للحوار المجتمعي قبل تنفيذه . ومن جانبه أكد د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم أن طلاب الصف الثاني الإعدادي للعام الدراسي الحالي ، هم أول دفعة سيطبق عليهم النظام الجديد للثانوية العامة الذي ستكون أول نتائجه بعد 4 سنوات من الآن ، مشيرا إلي أن النظام الجديد الذي يجري إعداده حاليا هدفه عودة متعة التعلم ، وأن يكون خاليا من الضغط العصبي والتوتر ووقف استنزاف ميزانية الأسرة المصرية بسبب الدروس الخصوصية. كما أكد الوزير أنه يتم حاليا دراسة تطبيق استراتيجيات شرح داخل الفصول تعتمد علي الطالب كمحور للعملية التعليمية مثل الفصل المقلوب، والتي من شأنها أن تعلم الطالب كيفية البحث عن معلومات تخص موضوعات الدرس خاصة علي موقع بنك المعرفة، قبل أن يناقشها المعلم داخل الفصل، وسيتحول دور المعلم إلي النقاش مع الطلاب وليس تلقينهم،وسيتعلم الطالب الاعتماد علي البحث وليس الحفظ ، بدلا من الجري وراء المجموع ومصطلح »كليات القمة» الوهمي الذي أصبح كابوسا يطارد الطالب وولي الأمر .. وقال إن النظام الجديد تراكمي علي 3 سنوات وسيتم إلغاء أقسام العلمي والأدبي، علي أن تكون مدة صلاحية شهادة الثانوية العامة 5 سنوات، يستطيع الطالب خلالها أن يتقدم إلي الجامعة في أي وقت طبقا لاختبارات القدرات المؤهلة لها، ويكون أمام الطالب أن يعمل أو يرفع من مستوي مهاراته أو قدراته . وشدد شوقي علي أنه لن يوجد محسوبية أو واسطة في اختبارات القدرات في القبول بالكليات أو درجات الأنشطة والأبحاث الطلابية في النظام الجديد للثانوية العامة، وقال إن البعض يردد الآن أن أبناء الكبار في الدولة هم فقط من سينجحون في هذه الاختبارات، فهذا لن يحدث وقال : » كل شيء معمول حسابه» ، مشيرا إلي أنه سيتم تغيير نظام التنسيق الحالي بحلول عام 2020. وعلمت »الأخبار» أنه يجري دراسة الاستعانة بهيئات تقويم دولية لعمل اختبارات القدرات وتقييم الأنشطة والأبحاث الطلابية مثلما هو متبع في مدارس النيل تقوم هيئة جامعة كامبردج بعمل الاختبارات لطلابها. وأضاف شوقي أن بنك المعرفة سيحتوي قريبا علي مناهج علمية يستخدم فيها نظارات »3D»، والتعاقد مع المركز الثقافي البريطاني والجامعة الأمريكية، لوضع »كورسات» تعليم اللغة الإنجليزية الخاصة بهم علي الموقع الإلكتروني لبنك المعرفة، كما ندرس حاليا طريقة للتواصل بين الطالب والمعلم ، من خلال برنامج إلكتروني يشبه تطبيقات الموبايل.. وأضاف أن مشروع »المعلمون أولا» قام بتدريب نحو 10 آلاف معلم يعدون سفراء التغيير في العملية التعليمية ، علي استخدام بنك المعرفة الذي يعد محور خطط تطوير التعليم وعموده الفقري، وسيتم تدريب نصف مليون معلم خلال ال 12 شهرا القادمين.