الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل.. من هنا كان اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بهم عبر فتح قنوات اتصال مباشرة بدأت في شرم الشيخ العام الماضي ثم أسوان في يناير واليوم وغدا يتواصل مؤتمر الشباب بالاسماعيلية.. أهم ما في المؤتمر الحالي هو اعطاء أبنائنا الفرصة الكاملة للتحاور مع الرئيس والحكومة في كل هموم الوطن والتحديات التي تواجهه في ظل ظاهرة الإرهاب البغيضة والمشاكل الاقتصادية ومنها البطالة والتضخم اللذان ضربا أرقاما قياسية غير مسبوقة.. وربما كان أهم ثمار مؤتمر شرم الشيخ الافراج عن عدد كبير من الشباب المحبوسين علي ذمة قضايا التظاهر في اعقاب ثورتي يناير ويونيو 2011 و2013.. هذا القرار فتح باب الامل امام الشباب في امكانية الحصول علي جانب من حقوقهم في التعبير عن ارائهم وتطلعاتهم في المستقبل القريب والبعيد.. والشيء الذي لاخلاف عليه هو ان الرئيس والحكومة يستفيدان من مثل هذه الحوارات بشرط توافر الاجواء الديمقراطية الكاملة ليعبر كل شاب أو فتاة عن مكنون صدورهم بلا خوف أو توجيه.. نريد شبابا قادرا علي المشاركة في قضايا البلاد الخطيرة حتي تتمكن من عبور هذه المرحلة بسلام.. نريد أن نري شبابا يقدم اقتراحات بناءة في مواجهة كل المشاكل.. نريد امثال الشاب الأسواني الذي لم يهب الموقف وهو يطالب الرئيس بايجاد حل لازمة صرف مصنع كيما باسوان وكان الرئيس ايجابيا وهو يصطحب الشاب إلي المكان ليري بنفسه حجم المشكلة ووضع الحلول الناجزة والسريعة.. لا نريد انتقائية في اختيار من يحضرون مثل هذه المؤتمرات من اصحاب الياقات البيضاء ووضع اسئلة محددة يوجهونها للرئيس.. نريد حوارا مفتوحا وقلوبا وعقولا أكثر تفتحا للاستماع للشباب ومن المؤكد أن فيهم نوابغ وأصحاب رؤي ثاقبة يمكن أن تسهم في النهوض بالوطن ومن اقصر طريق.. لا نريد توصيات توضع في الادراج وكأن مثل هذه المؤتمرات شكل أو واجهة للنظام ويبقي الحال علي ما هو عليه.. لقد عانينا سنوات طوالاً من التهميش واهمال الشباب.. لدينا نماذج مشرفة داخل الوطن وخارجه حققت نجاحا كبيراً.. نريد أن نمهد الأرض لابنائنا ليبدعوا في بلادهم بدلا من الهجرة خاصة الموهوبين الذين تتخطفهم الدول المتقدمة من الطلبة الذين يسافرون للخارج للحصول علي الماجستير والدكتوراه ثم لا يعودون لانهم لا يجدون اليد الحانية التي تأخذ بأيديهم إلي الاستقرار والبناء.. فهل نجد بعد هذه المؤتمرات اقبالا علي المشاركة الإيجابية؟ أتمني!!