أسعدني كثيراً قرار العفو الرئاسي الذي صدَّق عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإفراج عن مجموعة من شباب مصر الذين صدرت ضدهم أحكام نهائية وهذه هي الدفعة الثانية التي تم العفو عنها.. وبالتالي فإن هذا القرار الحكيم من رئيس الجمهورية يمثل صفحة جديدة سوف تضع نهاية لمرحلة صعبة دفع الشباب ثمنها. وأتمني أن تكون هناك قوائم أخري سوف تكمل هذا التوجه خاصة أن الشباب مازالوا في مقتبل العمر وأمامهم مستقبل واعد وينتظر العدالة ويحلم بالعيش الكريم والحرية والكرامة. لأنني أعتقد أن في السجون أعداداً كبيرة من شباب مصر لم تتلوث أيديهم بالدماء ولم يتورطوا في أعمال عنف أو تخريب.. ربما خرجوا في ساعات غضب أو هتافات.. فيجب أن تسوي كل قضاياهم كي يعودوا إلي أحضان أسرهم ووطنهم. لذا أتمني أن يفرج عن شبابنا الذين لم يتورطوا في أعمال عنف أو إرهاب أو تخريب لكي يعودوا إلي صفوف الوطن والمواطنين يقدمون له العمل والجهد والبناء والتنمية. من أجل كل هذا كان مؤتمر شرم الشيخ نقطة البداية لفتح آفاق جديدة لحوار طيب بين الدولة وشبابها وبعدها كان مؤتمر أسوان وفيه اقتربت مسافة الحوار والنقاش مع الشباب لبناء الدولة المصرية الحديثة بمشاركة شبابها ويضع أمام الدولة هموم الشباب وطموحاتهم ويعطيها الفرصة كي تعيد ترتيب أوراقها ومواقفها تجاه شبابها خاصة أن الشباب المصري يعاني ظروفاً صعبة مع البطالة والعيش وعدم إتاحة الفرصة لقدراته من هنا يجب أن تستوعب الدولة كل هذه الأشياء وتفتح آفاقاً واسعة للحوار والنقاش كي يتحقق الاستقرار. ورغم تقديري الشديد للحلول الأمنية وأهميتها في حفظ الاستقرار المجتمعي إلا أن الحل الأمني ليس هو الحل النهائي في قضايا الفكر لأن قضايا الفكر لا تعني فقط التطرف والإرهاب لكنها تعني لغة الحوار والنقاش والتفاهم والاقتناع والقدرة علي استيعاب أحلام الشباب وتطلعاتهم. من هنا يبقي الحوار هو الطريق الأمثل لصراع الأفكار مهما كانت درجة الاختلاف.. فلابد أن نضع بجوار الأمن قضايا الفكر لأن الفكر هو الذي يحرك كل شيء فالإرهاب يبدأ بفكرة ثم يتحول إلي انهار من الدماء والقتل والتخريب والدمار.