رسائل واضحة نستطيع أن نرصدها رصدها من خلال متابعة فعاليات مؤتمرات الشباب التي بدأت بالمؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ.. ومن بعده المؤتمرات الدورية سواء في القاهرة نوفمبر الماضي.. أو في أسوان يومي الجمعة والسبت الماضيين.. الرسائل تكشف عن أن هناك من يفكر من أجل المستقبل.. ويعلم جيدا أن هذا المستقبل لن يتحقق إلا بالشباب.. فهذا المستقبل ملك لهم.. فكيف نعمل من أجله دون مشاركتهم في صناعته. لا أعرف من هم أصحاب هذه المبادرة التي نحتاج إلي العشرات مثلها ولكن عدم معرفتي بهم لا تمنعني من توجيه التحية والتقدير لهم.. فبمثل هذه المبادرات المخلصة والجادة نصنع مستقبلنا.. والإنجاز لا يتوقف فقط عند طرح المبادرة وإنما ما نشهده من إصرار علي إنجاحها.. عبر تنظيم راق ومحسوب ومدروس لكل مؤتمر.. فالبداية كانت موفقة للغاية.. وأحدثت.. عبر ضخامة عدد المشاركين وتنوع الموضوعات وثراء جلسات الحوار.. المردود الذي كانت مصر في حاجة ماسة إليه لاستنهاض شبابها ودمجهم في التعاطي مع واقع ومستقبل الوطن.. وهو ما انعكس في قرار الرئيس السيسي بتنظيم المؤتمر بشكل دوري شهريا.. وكانت البداية في مؤتمر القاهرة الذي استفاد من زخم ونجاحات مؤتمر شرم الشيخ وكانت نتائجه أيضا علي نفس المستوي. إلا أن التوجه بالمؤتمر الدوري الثاني إلي أقصي جنوب مصر.. لينعقد في أسوان يتطلب منا أن نقرأ المشهد جيدا.. ونعرف أن هذه المبادرة استطاعت أن ترسم نهجا واضحا في التعامل مع مشاكل مصر.. وإشراك الشباب في مسئولية النقاش وطرح الحلول من أجل صياغة وصناعة المستقبل.. بعيدا عن ما كان يروج له البعض من أن الأمر لا يتعدي كونه تظاهرة احتفالية. أن تقتحم الدولة مشاكل الصعيد متسلحة بقوة وعزم الشباب.. وبحضورهم بين الرئيس والحكومة.. في جلسات حوار متبادل.. لا تعرف المنع أو الإقصاء أو فرض مسارات محددة للنقاش.. فهذا أكبر مكسب يتحقق.. ليس للشباب وحدهم.. وإنما لمصر وحاضرها ومستقبلها.. كما أنه في نفس الوقت مبعث للفخر والسعادة لكل من ساهم في طرح هذه المبادرة وترجمتها إلي واقع سوف تجني مصر ثماره الطيبة في أقرب وقت. لا شك أن مؤتمر أسوان جاء ليؤكد مجددا الرسالة التي يحرص الرئيس السيسي علي تأكيدها.. وهي أن الدولة مصممة علي التوجه إلي الصعيد لتنميته.. ليصبح قيمة مضافة لخطط التنمية التي تنفذها الحكومة حاليا.. كما أنه يحمل رسالة أخري لا تقل أهمية وتتأكد كل يوم.. وهي رغبة الدولة في تمكين شبابها.. فهم بناة المستقبل.. فلا يمكن بناء الوطن دون الاستعانة بشبابه.. والكل أمام هذه المهمة الوطنية سواء.. شباب العاصمة وشباب المحافظات. الآن.. وبعد أن انتهي المؤتمر.. من حقنا أن نتطلع إلي تنمية حقيقية في الصعيد.. تبدد حالة اليأس والإحباط التي عاني منها طوال سنوات الإهمال.. بعد أن نجحنا في بث روح الأمل مجددا.. التي بلا شك ستنعكس علي كل بقعة من أرض مصر. علينا أن نستثمر هذه الحالة.. ونستمر في ضخ دماء جديدة في مواقع العمل المختلفة.. بما يعكس الرغبة الحقيقية في التغيير.. فإذا كانت مصر كما نراها تتغير نحو الأفضل.. بمشيئة الله وبجهد رجال يوفون بعهدهم.. فان المناخ الإيجابي السائد الآن يتطلب بذل المزيد من الجهد في إتاحة الفرصة أمام الجميع لطرح مبادرات وأفكار جديدة.. تسهم في تحقيق المستقبل الذي تستحقه مصر.