أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن شهر رمضان الكريم سيشهد انطلاقة جديدة في العلاقة بين الأزهر والأوقاف والقضاء علي الفكر المتطرف لأننا سنغزو المساجد بالفكر الإسلامي الوسطي ولن يسمح للخلايا النائمة او الميتة بإمامة المصلين أو إلقاء الدروس الدينية بالمساجد ووضعنا ضوابط صارمة للاعتكاف والتراويح وجمع الأموال داخل المساجد كما سيشهد الشهر الكريم انطلاق فكرة المسجد الجامع والكتاتيب العصرية . كيف استعدت وزارة الأوقاف لشهر رمضان الكريم ؟ من أبرز الاستعدادات لشهر رمضان الكريم هذا العام هو الانطلاقة القوية والجديدة التي ستشهدها العلاقة بين الأزهر والأوقاف وذلك بعد الزيارة التي قام بها الدكتور محمد زكي عوض امين عام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر للوزارة ومعه خطة عمل دعوية معتمدة من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تتضمن القيام بعدد من القوافل الدعوية طوال شهر رمضان المعظم وعطلة نهاية العام ..هذه القوافل تضم علماء من الأزهر والأوقاف تجوب جميع محافظات الجمهورية وستتوجه الي النوادي ومراكز الشباب وقصور الثقافة وأماكن تجمعهم لأن الهدف من ذلك هو تحصينهم تحصينا تاما ضد الأفكار المتطرفة والمتشددة . والتوعية بفضائل الشهر الكريم وسوف تستمر لما بعد شهر رمضان ايضا استعدادا لموسم الحج وتوعية المواطنين بكل أمور هذه الفريضة العظيمة وبأحكام الحج ومناسكه . زيارة الأئمة وماذا عن الإيفاد خلال شهر رمضان ؟ أعددنا برنامجا متكاملا لإيفاد الأئمة خلال شهر رمضان لدول العالم الخارجي وتم إيفاد 61 إماما وخطيبا و تم تجديد إيفاد 63 إماما لدولة واحدة وهي سلطنة عمان وهو مالم يحدث من قبل في تاريخ الوازرة و6 أئمة للبحرين وثلاث أئمة لتنزانيا بالإضافة الي توجيه بعثات خارجية لعدد من العلماء لمختلف دول العالم خلال الشهر كيف تواجه ضعف اللغة الأجنبية لدي الأئمة الموفدين؟ أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة ستعالج مشكلة عدم إجادة بعض الأئمة للغة الدول التي يذهبون اليها وخريج الأكاديمية سيكون شخصا جديدا متمكنا من اللغة ففي حالة ما اذا وجدنا إماما يجيد اللغة ستكون له الأولوية وتسعي الأكاديمية في تأهيل باقي الأئمة لغويا خلال الفترة المقبلة لأن إجادة الإمام للغة الدولة تيسر له توصيل المعلومة للمواطنين وتصحيح المفاهيم المغلوطة . و تم تخريج الدفعة الأولي من الأكاديمة حيث اعتمدت 86 شهادة لخريجين يجيدون المواد الشرعية باللغة الأجنبية الإنجليزي والفرنساوي والألماني وهم من خريجي اللغات والترجمة بجامعة الأزهر وسيكون لهم الأولوية في الإيفاد للخارج . ملتقي فكري ماذا عن الملتقي الفكري خلال شهر رمضان ؟ هذا العام أعددنا ملتقي فكريا يذاع علي الهواء مباشرة من التلفزيون المصري يبدأ من الساعة التاسعة والربع عقب صلاة التراويح ينتهي الساعة العاشرة يوميا حيث يبث في الأسبوع الأول من مسجد الإمام الحسين وفي الأسبوع الثاني من مسجد السيدة زينب وفي الأسبوع الثالث من مسجد السلطان حسن والأسبوع الأخير من مسجد الأزهر الشريف وسيكون هذا الملتقي مفتوحا أمام جميع المصلين ولمن يرغب في الحضور كما سيلقي الدروس به مجموعة من صفوة العلماء والمفكرين من جامعة الأزهر والأوقاف حيث يبدأ الملتقي بقراءة القرآن الكريم لمدة خمس دقائق يليهم بنفس المدة ابتهالات دينية لأحد كبار المبتهلين ويعقبهما الدرس الديني ويلقيه عالمان او ثلاثة مدة حديث كل عالم لا تزيد علي عشرة دقائق . وماذا عن ضوابط الدروس الدينية بالمساجد ؟ تم توزيع الدروس الدينية طوال اليوم خلال الشهر الكريم بحيث يبدأ الدرس الأول عقب صلاة العصر مباشرة بحيث يجلس الإمام او الخطيب مع المصلين لأكثر من ساعة للإجابة علي استفساراتهم والتواصل معهم أما بخصوص درس صلاة التراويح بعد الأربع ركعات الأولي فسيكون مدته من خمس الي سبع دقائق وإذا استمر لعشر دقائق لا مانع وأقول لمنتقدي هذا القرار أن من يأتي للمسجد في التراويح جاء ليصلي وليس لسماع درس ديني بالإضافة الي عدم التضييق علي المصلين بكثرة الدروس الدينية. ثانيا ذكاء الإمام او الخطيب الكفء هو قدرته علي توصيل المعلومة او النصيحة في هذه الفترة الوجيزة أما الضعيف او غير الكفء فهو الذي يحتاج الي مساحة من الوقت لتوصيل المعلومة كما اننا سمحنا بعقد الدروس الدينية في أي وقت بالمسجد بعد الفجر أو الظهر اذا أمكن او بعد العصر والوقت بهم مفتوح من الممكن ان يطول لساعة تقريبا . مع التركيز في الأسبوع الأول في دروس العصر علي شرح أحكام الصيام وآدابه ثم باقي أيام الشهر يتم التركيز علي القيم الأخلاقية والإنسانية وقيم التسامح والعلاقات الأسرية والمجتمعية والإنسانية السوية . ضوابط الاعتكاف ماذا عن ضوابط الاعتكاف ؟ أكدنا علي جميع المديريات والمفتشين بضرورة قصر الاعتكاف علي المساجد المصرح لها من الأوقاف ، واتخاذ الإجراءات الحاسمة تجاه أي جماعة تقيم اعتكافا بلا تصريح من الأوقاف باعتباره اجتماعا خارج إطار القانون ، وأن الزوايا والأماكن غير المصرح لها بالاعتكاف يجب أن تغلق بعد الانتهاء من صلاة التراويح. والإعتكاف سيكون بنفس ضوابط العام الماضي وببطاقة الرقم القومي وليعلم الجميع أن هذا القرار في مصلحة المواطنين حتي لا يندس وسط المعتكفين المطلوبون امنيا والخلايا النائمة التي تؤجج المواطنين واستغلال التجمع في الاعتكافات وغير ذلك مع العلم أن وزارة الأوقاف أشد حرصا علي إحياء سنة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) وفي الوقت نفسه تؤكد الوزارة أن ثواب العمل والإنتاج وقضاء حوائج الناس وتحقيق فروض الكفايات من إطعام الجائع، وكساء العاري ، ومداواة المريض ، وتحقيق الكفاية التي لا تقوم الأوطان إلا بها ، وبخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة لمجتمعنا ، لا يقل عن ثواب الاعتكاف .كما لن نسمح لأحد بالإشراف علي الاعتكاف الا لمن ينطبق عليه قانون الخطابة و يملك تصريح بالخطابة معتمد من وزارة الأوقاف وسنحاسب كل من يقصر في ذلك حسابا عسيرا لأن السيطرة علي المساجد لن تحدث الا إذا كان هناك عقاب رادع للمقصر والمخالف للتعليمات . ولن نسمح للمتشددين ولا المتطرفين ولا الخلايا النائمة ولا الميتة بالسيطرة علي المساجد . هل وضعتم ضوابط لموائد الإفطار ؟ أصدرت تعليمات بعدم استخدام صحن المسجد في أي موائد علي الإطلاق ، وفي حالة وجود مائدة إفطار يجب أن يكون مكان المائدة مستقلاً تمامًا عن صحن المسجد ، مع عدم استخدام صحن المسجد نفسه في أي لون من ألوان طهي الطعام علي الإطلاق . مع التأكيد علي الاهتمام بنظافة المسجد وإعداده إعدادًا جيدًا يتناسب وزيادة إقبال المصلين علي المساجد في شهر رمضان .. تبرعات وزكاة وماذا عن التبرعات وأموال الزكاة خلال الشهر الكريم ؟ لن نسمح بجمع المال داخل المسجد إلا للجهات التابعة للأوقاف والمصرح لها رسميا بالجمع كلجان البر ومجالس الإدارات الرسمية ، وعلي أن يكون ذلك بإيصال رسمي معتمد ومختوم بختم واضح وموقع توقيعا واضحا باسم من يحصل المبلغ ثلاثيا علي الأقل ، مع التأكيد علي عدم دفع أي أموال دون هذه الإيصالات المعتمدة لأي شخص مهما كان اسمه أو موقعه ، حتي لا تقع هذه الأموال في يد من قد يستخدمها لمصالحه الخاصة أو ضد المصلحة الوطنية ، مع اعتبار متابعة تلك التعليمات مسئولية جميع العاملين بالأوقاف كل فيما يخصه وفي نطاق مسئوليته. ماذا عن صلاة التراويح ومكبرات الصوت ؟ خصصنا 2331 مسجدا موزعة علي جميع محافظات الجمهورية حيث ضمت محافظة القاهرة 210 مساجد، والجيزة 271، والشرقية 372، والمنوفية 265، وشمال سيناء 15، الفيوم 147، وأسيوط 26، والوادي الجديد 23، والمنيا 109، والبحر الأحمر 7، ودمياط 43، والسويس 61. وتقرر تخصيص بعض المساجد للصلاة بجزء كامل من القرآن في التراويح وعددها 142 مسجدا ، وسيتم منح إمام المسجد 450 جنيها مكافأة، كما تم تخصيص مكافأة للسهرات والأمسيات الدينية قدرها 300 جنيه تمنح للإمام نهاية الشهر . وتم تعيين القارئ محمود محمد عبد السلام لأداء صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص خلفا للشيخ محمد جبريل والقارئ أحمد الدسوقي عبد السميع بمسجد الفتح برمسيس والقارئ مساعد عويس أحمد محمد لمسجد النور بالعباسية . وسيتم الصلاة بجزء كامل في التراويح . كما حذرنا من استخدام مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح او اي صلاة جهرية وقررنا قصرها علي الأذان وصلاة الجمعة فقط ومن يخالف التعليمات من مقيمي الشعائر سيتم إيقافه عن العمل وإحالته للتحقيق الفوري . وماذا عن المسجد الجامع ؟ سيتم تفعيل فكرة المسجد الجامع والكتاتيب العصرية بالمحافظة مع مطلع الشهر الكريم حتي يعود للمسجد دوره التثقيفي الرائد خاصة وأن فكرة المسجد الجامع تقوم علي اختيار ألف مسجد علي مستوي الجمهورية لتصبح مركزًا للدعوة ومنارة للعلم يكون بكل منها كتّاب عصري ، وفصل محو أمية ، وعقد الملتقيات الفكرية، والأمسيات الدينية ودروس للسيدات ، علي أن يتم اختيار نخبة من الأئمة الأكفاء للقيام بإمامة الصلاة وإلقاء الدروس ، والإشراف علي الندوات والأمسيات، بحيث يصبح للمسجد دور هام في التواصل المجتمعي . وماذا عن الكتاتيب العصرية ومراكز الثقافة ؟ من أجل تقنين أوضاع الكتاتيب كلفت رئيس القطاع الديني بالوزارة بعمل استمارة سيتم اعتمادها خلال يومين او ثلاثة علي أقل تقدير لمنع غير المتخصصين وغير المؤهلين أو عناصر الجماعات المتطرفة بغسل أذهان او عقول الناشئة وقد اشترطنا لمن يرغب في العمل بهذه الكتاتيب ان يكون مؤهلا وكفء حافظا للقرآن باتقان وألا يكون منتميا الي أي تيار متشدد او سياسي. بالإضافة الي ذلك نستعد حاليا لافتتاح 10 مراكز ثقافية إسلامية جديد لتحصين الشباب من الفكر المتطرف وسيتم الدراسة بها مع بداية العام الدراسي الجديد . زيارات خارجية ماذا عن الزيارات الخارجية التي يقوم بها شيخ الأزهر ؟ تعبر عن الدور الحقيقي للأزهر الشريف بقيادة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب وتصب في ريادة مصر للفكر الإسلامي الوسطي الصحيح سواء في محيطها الإقليمي أم في العالم الإسلامي ام في مختلف دول العالم ولا شك ان هذا كله يأتي في دعم سياسة مصر الخارجية وترسيخ مكانتها . كما ان هذه الزيارات تبعث بجانبين الأول مدي عمق وحضارة وسماحة ويسر الحضارة الإسلامية وقدرتها علي التعايش مع الآخر ومدي عمق وأصالة الحضارة المصرية الإسلامية السمحة وتؤكد اننا دعاة سلام وأننا نسعي لأمن وسلام البشرية ونقبل بحرية المعتقد والتعايش مع الآخر ولا نرفضه وأننا أكثر تسامحا وفي هذا الإطار تأتي جولات فضيلة الإمام الأكبر والمفتي فهي رسالة للعالم أجمع بأن الدين الإسلامي هو دين سماحة لا دين عنف وقتل وسفك دماء وتدمير كما فلت الجماعات المتشددة والمتطرفة باسم الدين والدين منهم براء . ماهي رسالتك للمصريين ؟ أقول لشعب مصر العظيم : «شهر رمضان شهر عمل وبناء وتعمير لا كسل او خمول كما يجب ان نتعامل سويا بخلق حسن فهو شهر مكارم الأخلاق وليكن تصرف نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم قدوتنا بأن المسلم إذا سابه أحد فليقل اني صائم إني صائم .وسيكون هذا الشهر بعون الله وقدرته شهرا لتفكيك الفكر المتطرف لأننا بانطلاقنا في المساجد بنشر الفكر الإسلامي الصحيح نقضي علي منابع التطرف ».
