روزا أوتونباىىف زعىمة الحكومة الانتقالىة أعلنت المعارضة في قرغيزستان أمس سيطرتها الكاملة علي الحكم وحلت البرلمان في الدولة الفقيرة ذات الأهمية الاستراتيجية التي تقع بآسيا الوسطي وذلك بعدما أجبرت احتجاجات عنيفة الرئيس علي الفرار من العاصمة بشكك. وطالبت زعيمة المعارضة ووزيرة الخارجية السابقة "روزا أوتونباييف" والتي أعلنت نفسها رئيسة للحكومة الانتقالية باستقالة الرئيس كرمان بك باقييف الذي كانت قد ساعدته في تولي الحكم قبل خمسة أعوام. وقالت انه ربما فر الي جنوب البلاد حيث يحاول حشد تأييد أنصاره في معقل نفوذه. وأضافت ان الرئيس لم يتنح عن منصبه بعد وأن المعارضة تحاول ملاحقته للتفاوض معه وإقناعه بتقديم استقالته. وقالت أن حكومتها ستظل "لمدة نصف عام تضع خلالها مسودة الدستور وتهيئ الظروف لاجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة." وأكدت أوتونباييف " إن البلاد بالكامل تحت سيطرة الحكومة المؤقتة باستثناء أوش وجلال اباد. وأضافت أن القوات المسلحة وحرس الحدود يدعمان الحكومة الجديدة". وكان "عمر بك تقيباييف" أحد زعماء المعارضة صرح في وقت سابق بان زعماء الاحتجاج انتخبوا أوتونباييف رئيسة اللجنة الننفيذية التي تم تشكيلها خلال اجتماع ممثلي الأحزاب المعارضة. وأضاف ان الحكومة الجديدة ضمت 14 شخصاً، مشيرا الي ان وزارة الداخلية لم يكلف بها أحد بعد". ووحول قاعدة "ماناس" الجوية الأمريكية الحيوية لعمليات القوات الدولية في أفغانستان المجاورة، أعلنت أوتونباييف خلال مؤتمرها الصحفي "انه لن يتم تغيير أي شئ في ما يتعلق بالاتفاق الموقع بين بشكك وواشنطن بشأن الوجود العسكري الأمريكي والعمليات في "ماناس" الواقعة في العاصمة. جاء هذا رغم مطالبات قوي المعارضة في وقت سابق بإغلاق القاعدة خوفاً من انزلاق البلاد لخطر الحرب في حال نشوء أي مواجهة عسكرية بين أمريكا وايران. وبشأن مكان تواجد الرئيس باقييف قالت أوتونباييف انها تعتقد انه فر أولاً الي مدينة "أوش" جنوب البلاد قبل انتقاله لاحقاً الي "جلال أباد" المجاورة. وقال مراسل لرويترز إنه في وسط أوش اشتبك مئات من أنصار باقييف مع معارضين لنظامه. وسيطر معارضون لباقييف علي مبني الحكومة المحلية. وكانت الانتفاضة التي امتدت الي بشكك أول امس الأربعاء بعد يوم من بدئها في احدي البلدات بالأقاليم قد تفجرت نتيجة الاستياء من الفساد والمحسوبية وارتفاع الأسعار في البلاد التي يعيش ثلث سكانها البالغ عددهم 5.3 مليون نسمة تحت خط الفقر. وتواصلت المواجهات أمس حيث تحدثت مصادر بوزارة الصحة عن مقتل 75 شخصاً وإصابة ألف خلال الاشتباكات المستمرة، بينما أكدت مصادر بالمعارضة سقوط أكثر من مائة قتيل. ولا تزال النيران مشتعلة في المتاجر بعد ليلة من النهب بوسط بشكك. وركض الناس في الشوارع حاملين أجهزة كمبيوتر ومعدات مكتبية وبصق محتجون علي صورة لباقييف علي سجادة كبيرة كانت مدلاة من مبني الحكومة. من ناحية أخري قوبلت أحداث قرغيزستان بردود أفعال متباينة من روسيا والولايات المتحدة اللتين تحتفظان بقواعد عسكرية في ذلك البلد. وفي موسكو قال متحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن رئيس الوزراء تحدث هاتفيا مع زعيمة قرغيزستان المؤقتة بصفتها رئيسة للحكومة الجديدة. وكان بوتين صرح في وقت سابق ان الاضطرابات القرغيزية "شأن داخلي" وان الأحداث نجمت عن غضب عارم علي النظام، نافياً أن تكون لموسكو يد في الاشتباكات. وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بي.جيه كراولي "حتي الآن نعتقد ان الحكومة لازالت في السلطة مؤكداً شجب حكومة بلاده للعنف. وأضاف ان العمليات في قاعدة ماناس التي زارها قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس الشهر الماضي "لم تتأثر فيما يبدو". لكن القوة التي يقودها الحلف الأطلنطي في أفغانستان قالت ان الرحلات التي تدعم عمليات الحلف والتي تقلع من ماناس "علقت" لكن دون ان تؤثر بدرجة خطيرة علي العمليات في أفغانستان. وفي بكين قالت وزارة الخارجية في الصين التي لها حدود مشتركة مع قرغيزستان إنها يساورها "قلق عميق" بسبب الاضطرابات. ومن جهته قال سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون إنه سيرسل مبعوثا خاصا يصل قرغيزستان اليوم، ودعا الي التزام الهدوء. في تلك الأثناء أغلقت المعابر الحدودية بين قرغيزستان وكل من أوبكستان وكازاخستان.