نعم كلنا في مركب واحد.. سلامة إبحاره فيها الأمن والأمان والاستقرار للمسلمين والمسيحيين معا.. والعكس فيه الخطر - كل الخطر - للجميع. الحادث الإرهابي الغادر الذي شهدته الاسكندرية مؤخرا يؤكد ذلك.. ولاتقول قراءاته غير ذلك - فالغدر استهدف المسلم مع المسيحي.. ودماء المسلمين اختلطت بدماء المسيحيين علي أرض الحادث الآثم.. وفي تشييع الشهداء كان المسلم يبكي علي المسيحي، والمسيحي يبكي علي المسلم.. وداخل المستشفيات كان المصابون قلبا وادحدا.. جورج يواسي محمد، ومحمد يطمئن علي جورج. علي هامش الحادث الخسيس نسجل بعض اللقطات، نسأل المزايدين والمتربصين والحاقدين عن معناها ومغزاها: بماذا تفسرون هرولة السيدة المسلمة التي علمت بالحادث عندما كانت في زيارة لشقيقتها ومبادرتها بكسر الحواجز الامنية والسير وسط المخاطر للاطمئنان علي جارتها المسيحية في العمارة المجاورة للكنيسة؟! وبماذا تفسرون تبرع الشباب المسلم بالدم لاخوتهم من المصابين المسيحيين والعكس؟!.. ثم ما هو تعليقكم علي ما فعله المسلم العجوز مع الفتاة المسيحية.. عندما سقط صليبها الذهبي علي أرض عربة المترو بفعل الزحام فبادر بالتقاطه وتسليمه لها حتي بكت وقبلت يديه وابكت جميع من شاهدوا الموقف؟! كلنا مصريون.. وستظل مصر وطنا يتسع لكل أبنائها من المسلمين والمسيحيين.. ستظل وطنا واحدا لايقبل القسمة علي اثنين.. واقرأوا التاريخ.