ليس منا من يريد مصر بشر، فهذا البلد الأمين بنصوص الأديان السماوية لا يعرف العنف، ليس في طبع ابنائه الذين يشكلون نسيجا واحدا الغدر أو ترويع الآمنين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. من يفعل ذلك هو قطعا ليس منا انه غريب علي هذا الجسد الواحد الذي اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي والتاريخ خير شاهد علي ذلك فقد وقف هذا الشعب في وجه الفتنة وهزمها تماما كما دمر بمسلميه ومسيحييه بهلاله وصليبه جحافل التتار والمغول والفرنسيين وطرد الانجليز من بلادنا. وليس منا من يشك لحظة واحدة أو يشكك ان المسلم أخو المسيحي وان المسيحي شقيق المسلم في هذا الوطن الواحد أو يحاول ان يلعب علي وتر ان كلا منهما يتربص بالآخر فهذه الأفكار غريبة علي كياننا الواحد وهناك من يزكي النار للوقيعة بينهم. لكم وقف الهلال مع الصليب المسلم مع المسيحي في محنات الوطن وكم تحقق هذا حتي علي المستوي الشخصي بين الأسر في كل ربوع مصر التي يسكنها المسلم بجانب المسيحي وكأنهم عائلة واحدة. القنبلة التي استهدفت الكنيسة في الاسكندرية لم تفرق عندما احدثت مفعولها بين دماء المسلم والمسيحي واختلطت دماؤهما وبعد الحادث ظهر معدن ابناء مصر رغم محاولة البعض استغلال الموقف وتصويره علي انه فتنه طائفية داخلية، فسارع المسلمون قبل الأقباط الي المستشفيات وهم يبكون علي الضحايا وفي صدورهم الم وحسرة علي ما حدث من أجل التبرع بالدماء لانقاذ اخوة لهم في الوطن لا ذنب لهم فيما حدث ورغم الهتافات الغريبة التي سمعناها من بعض الأقباط لم يتأخر احد لاننا جميعا ندرك ان هناك من يحاول الوقيعة بيننا ومن يحاول استغلال الموقف لزعزعة العلاقة الأبدية بين الأمة ممثلة في نسيجها الواحد مسلم ومسيحي. أخي جرجس وعبدالمسيح وكريم وفؤاد فواز ومسعد صبحي واختي تريزا ومريم هم من تربينا معهم كبرنا وكبرت احلامنا معا دون ان يشعر أي منا انه احق في شيء لانه مسلم أو لكونه مسيحيا، لنا كل الحقوق والمزايا وكنا في المدرسة الابتدائية نتعلم اصول الدين الصحيح من خلال الكتب التي ندرسها وكان زملاؤنا يحترمون عقيدتنا تماما كما نحترم ونقدس عقيدتهم دون تجاوز أو انحراف. والحقيقة ان من يلعبون علي نغمة ان هناك اضطهادا للمسيحيين هم واهمون عندما يظنون ان ذلك سيؤدي الي ثورتهم علي المسلمين لنحقق اغراضهم الدنيئة في ضرب استقرار الوطن وامنه وسلامته فلاخوتنا كل الحقوق ولهم كل الامتيازات ولهم كل الحب منا وغير ذلك فهو شيء لا نعرفه وغريب علينا تماما. نحن وهم أخوة في وطن واحد مشترك ما يسيئهم يسؤونا وما يؤلمنا يؤلمهم. احلي ما سمعته برغم الاحداث الحزينة حديث اجرته اذاعة البرنامج العام ثاني ايام الكارثة علي الهواء وكان باستضافة مدير أحد الاندية بساحل روض الفرج أو شبرا علي ما اعتقد واسمه عبدالغني ومعه صديق مسيحي سألته المذيعة عن علاقته باخوانه المسيحيين وكان رده انهم اخواتي حقا فلي اخي شقيق بالرضاعة يدعي موريس عندما كنا صغارا ارضعته امي من لبنها الذي كانت ترضعه لي وكذلك امه كانت ترضعني من لبنها اليس هذا دليلا علي ان نسيج الأمة واحد. اخوتي في الوطن سلام علينا جميعا وحمي الله مصر مسلمين ومسيحيين.. وطني.. سلاماً.