فوجئت بمذيعة في إحدي القنوات الفضائية الخاصة تشن هجوما لاذعا علي القوات المسلحة اعتراضا علي ما صرح به وزير الدفاع أن القوات المسلحة المصرية تحترم الشرعية ومن يريد التغيير فليذهب إلي الصندوق الانتخابي باعتباره الأداة الديمقراطية المتعارف عليها لتغيير أنظمة الحكم في كافة البلاد.. محذرا من استخدام القوات المسلحة في الصراع بين فرقاء السياسة حيث قال: "القوات المسلحة.. كالنار.. فلا تلعبوا بها أو معها". ثم فوجئت في اليوم التالي بزميل صحفي ظهر علي الساحة الصحفية بشكل مفاجيء.. فلم يكن لديه من قبل مسيرة مهنية تسنده أو ترشحه لما وصل إليه من شهرة.. حتي أنه أصبح يدعي في بعض الندوات والمؤتمرات كمتحدث سياسي!، المهم أن هذا الزميل تمكن أيضا من الوصول إلي أن يصبح مذيعا وفي برنامج خاص يذاع علي الهواء مباشرة..، وفوجئت به أيضا يعلن أنه "مصدوم" من تصريحات الفريق السيسي القائد العام ووزير الدفاع.. بأن الجيش لن يتدخل في السياسة! فأغلقت التليفزيون علي الفور، وبدوري أتساءل ماذا يريد بعض الزملاء "الهواة الجدد" في عالم السياسة.. والذين تحولوا إلي "نشطاء سياسيين" بدون تاريخ أو ماض يؤهلهم أو يرشحهم لذلك؟ كلنا يعلم أن القوات المسلحة المصرية.. مؤسسة منضبطة ومحترمة.. وهي ملك للشعب.. ومهمتها حماية البلاد.. ومساندة الشرعية.. ونظرا لأن النظام الحالي قد اختاره الشعب.. ومن خلال آلية الانتخابات الحر، فالمؤسسة العسكرية المصرية لا يجوز لها أن تنقلب علي الشرعية. وأود أن أذكر الزميل المصدوم أن القوات المسلحة باشرت مهام الحكم من قبل وفي الفترة الانتقالية السابقة بتكليف من الرئيس السابق ولم تتدخل لحمايته.. بعدما لاحظت خروج الشعب المصري إلي الميادين والشوارع يطالب.. بالتنحي والتغيير.. ولأنها ملك للشعب.. فقد انحازت إليه.. ولم تقف ضد رغبته.. كما فعلت جيوش أخري في بعض البلاد العربية الشقيقة.. وأعتقد أن ما يحدث في سوريا الشقيقة والحزينة.. ليس بعيدا عن كل من له نظر.. وعقل! وأني أسأل "النشطاء السياسيين" الجدد.. هل تريدون العودة إلي النظام الفرعوني.. بأن يحكمنا "المستبد العادل".. كما تتشدقون.. أما نواصل التجربة الديمقراطية ونصحح ما قد يشوبها من أخطاء في مراحلها الأولي؟ فالانتخابات البرلمانية القادمة علي وشك الاستحقاق.. ولينافس المتنافسون.. وعندها سوف يقرر الشعب من يحكمه مستقبلا.. هذه هي الديمقراطية التي نرتضيها.. والتي نسعي إليها، أما "الانقلابات" العسكرية.. فقد ولي عهدها وانتهي.. ولن تعود مرة أخري.. حمي الله مصر من كل سوء.. ووقاها "فتنة" لا يعلم إلا الله نتائجها..