سجن باجرام في قاعدة باجرام الامريكية في افغانستان سجن سييء السمعة.. اشتهر باسم معتقل جوانتانامو الافغاني أوالسجن الاسود بسبب اعتقال المشتبه بأنهم إرهابيون لسنوات طويلة دون محاكمة أو توجيه الاتهامات لهم. تعرض المعتقلون فيه للتعذيب البشع حتي ان امريكا اعترفت بموت اثنين من المعتقلين من التعذيب وما خفي كان اعظم .. وفي سجن باجرام احرق جنود الاحتلال نسخا للقرآن الكريم. قبل ايام سلمت القوات الامريكية الحكومة الافغانية الاشراف علي3182 سجينا افغانيا بسجن باجرام بعد مماطلة طويلة .كان المفروض ان يتم هذا التسليم في سبتمبر الماضي بموجب الاتفاقيات بين سلطات الاحتلال الامريكية والحكومة الافغانية إلا انه تم تأجيل التسليم مرات عديدة كان آخرها في 9 مارس الماضي بسبب خلافات حول التسليم بعد تجميد القوات الامريكية تسليم 50 معتقلا من غير الافغان ومعظمهم من الباكستانيين الي السلطات الافغانية والذين تصنفهم امريكا بالارهابيين الخطرين وتري انهم يشكلون تهديدا للقوات الدولية لو طلق سراحهم خاصة بعد ان اعلن الرئيس الافغاني حامد قرضاي ان بين المعتقلين ابرياء وانه سيطلق سراحهم بعد تسلم السلطات الافغانية الاشراف علي سجن باجرام كما احتفظت القوات الامريكية بما يزيد عن 600 من المعتقلين الافغان الذين تم اعتقالهم بعد ابرام اتفاقية التسليم بين وزيري دفاع البلدين وهو ما اثار غضب قرضاي الذي اتهم امريكا بانتهاك الاتفاق بعدم تسليمها كل المعتقلين الذين بحوزتها . وكانت الحكومة الافغانية قد عينت جنرالا أفغانيا لادارة سجن باجرام الذي غيرت اسمه الي منشأة الاعتقال الوطني الافغاني. وقد اصرت امريكا علي ان يوقع الافغان علي اتفاق يضمن معاملة انسانية للمعتقلين والحفاظ علي حقوقهم القانونية وكأنها نسيت انها من عذبت الافغان واعتقلتهم بلا محاكمة أو توجيه اتهامات لهم .لا تثق القيادة الامريكية بقدرة الجيش الافغاني علي ضمان امن سجن باجرام ولا في نزاهة القضاء الافغاني وتنتقد هشاشة المؤسسات الافغانية وانتشار الفساد فيها وكان قرضاي قد جعل من تسليم كل المعتقلين شرطا لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية تضع اطارا للعلاقات بين البلدين بعد انتهاء المهام القتالية للتحالف بنهاية 2014 وقد صادق مجلس النواب الافغاني »اللويا جيرجا« العام الماضي علي عدد من الشروط لابقاء عدد محدود من القوات الامريكية بعد موعد الانسحاب النهائي منها تسليم المعتقلين ووقف الغارات الليلية ورفع الحصانة عن الجنود الامريكيون اذا ما اتهموا بارتكاب جرائم .هناك مائة الف من قوات التحالف في افغانستان 66 الفا منهم من امريكا وحتي الان لم يتم التوصل لقرار نهائي حول عدد القوات الامريكية التي ستبقي في افغانستان بعد 2014 وان كان الجنود الامريكيون الباقون سيتمتعون بحصانة من المثول امام القضاء الافغاني.حتي الان لم يتم حل مشكلة مسمار جحا في سجن باجرام فعدم تسليم المعتقلين بالكامل ينتقص من السيادة الافغانية مع احتفاظ الجانب الامريكي بحق الفيتوعلي قرارات الافغان باطلاق سراح أي معتقل وحقها في الدخول للسجن وتفتيش الزنازين التي تشرف عليها وتديرها افغانستان للتاكد من عدم تعذيب المعتقلين مما يعد انتهاكا كاملا وخطيرا للسيادة الوطنية الافغانية. كان قرضاي، وفي محاولة منه لتحسين صورته أمام الرأي العام الافغاني، قد شدد من انتقاداته لحليفته امريكا وأمر القوات الخاصة الامريكية في ولاية وارداك بالانسحاب من الولاية مع ميليشيات افغانية غير شرعية انشأتها هذه القوات وعاثت فسادا في البلاد مما ساهم في انتشار الفوضي ومارست القوات الخاصة والميليشيات الافغانية التعذيب ضد الافغان وشنت غارات ضد المواطنين وقتلت الابرياء كما حظر قرضاي علي القوات الافغانية ان تطلب ضربات جوية في المناطق السكنية بعد سقوط العديد من الضحايا المدنيين وأمر قرضاي بمنع القوات الدولية من دخول الحرم الجامعي لكن الشعب لن ينسي ان قرضاي. الذي تنتهي فترة رئاسته في نهاية العام ، كان لعبة في يد الامريكيين ويتهمونه بالعمالة لأمريكا .