القنابل المسيلة للدموع لم تفرق بين المتظاهرين وجنود الجيش ببور سعيد لم تدم حالة الهدوء التي سادت بورسعيد لعدة ساعات صباح امس وتحطمت امال أبناء المدينة في تحقيقه وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة حيث تجددت الاشتباكات مرة أخري ولكن بصورة متقطعة وسمع دوي قنابل الغاز وإلقاء الحجارة بين المتظاهرين ورجال الأمن المركزي في محيط مديرية الأمن رغم محاولات التهدئة التي سعي اليها بعض رموز التيار الشعبي وقيادات القوات المسلحة في المدينة. وكانت الاشتباكات قد استمرت حتي الساعات الأولي من صباح أمس ولم تتوقف إلا مع شروق الشمس واسفرت عن اصابة 22 شخصا بينهم 16 اصيبوا باختناقات الغاز و6 بالخرطوش وقد شهدت اتساع نطاقها في نهاية اليوم الثالث بمحاولات اقتحام مبني فرق الأمن ببورسعيد وإلقاء زجاجات المولوتوف عليها واشتعال حريق محدود في إدارة المركبات التابعة للشرطة تمت السيطرة عليه دون حدوث خسائر كما منعت القوات المسلحة محاولة لاقتحام مقر اقامة مدير الأمن والواقع أمام مرسي المعديات في قناة السويس بين بورسعيد وبورفؤاد وقد أسفرت احداث اليوم الثالث عن سقوط 274 مصابا من بينهم 73 حالة اصابات بطلقات نارية وخرطوش وتم نقل حالتين لمستشفي الزقازيق الجامعي بعد الاصابة بطلقات في الرأس وقد ارتفع إجمالي المصابين في أحداث الأيام الثلاثة منذ اندلاع الاشتباكات إلي 946 و 4 حالات وفاة منهم أثنان من جنود الأمن المركزي وقد نفي اللواء عادل الغضبان الحاكم العسكري ببورسعيد الأنباء التي تداولتها بعض المحطات الفضائية صباح أمس عن قيام قوات الجيش ببورسعيد بفرض حالة حظر التجول في ميدان الشهداء المؤدي لمديرية الأمن وقام الحاكم العسكري بجولة ميدانية في الميدان للتأكيد علي عدم صحة هذه الأنباء واستمرار حركة سير السيارات والمواطنين فيه بشكل طبيعي وأكد أن القوات المسلحة تبذل قصاري جهدها لتامين الأوضاع في بورسعيد وإعادة الهدوء والاستقرار بالمدينة والتقي الحاكم العسكري لليوم الثاني علي التوالي بمجموعات من أبناء بورسعيد الموجودين في ميدان الشهداء وطالبهم بالعمل علي إعادة الهدوء والأمان للمدينة وقد بثت سيارات القوات المسلحة آيات القرأن الكريم من مكبرات الصوت في الميدان لتكون دافعا للعمل علي الحفاظ علي أرواح أبناء المدينة ومنع إسالة الدماء وعلي هذا المنوال بدأت تظهر مبادرات شعبية من رموز المجتمع البورسعيدي لدعوة أبناء المدينة للتكاتف لحقن الدماء وقد أبدي المستشار محمد مرشد أحد أبناء بورسعيد والكابتن محمد أبو الدهب نجم مصر الدولي السابق في الكرة الطائرة رأيهما في ضرورة تجميع فوري لحكماء بورسعيد من رموزها من الشخصيات العامة ومن كبار السن ومعهم أسر الشهداء للنزول إلي الشباب والتجمعات في المدينة لإقناعهم بضرورة وقف الاشتباكات وحقن دماء أبناء المدينة وأيضا هناك مبادرة مماثلة قدمتها نقابة المحامين بالمحافظة برئاسة النقيب صفوت عبدالحميد إلا أن صوت الحكمة لم يعلو بالشكل الكافي وتجددت الاشتباكات مرة أخري في محيط مديرية الأمن وقد سقط في بدايتها بالاختناق 5 مصابين تم نقلهم للمستشفي العام وإن كانت الاشتباكات بدأت بصورة متقطعة. وقد توجه صباح أمس إلي الاسماعيلية وفد من محامو الدفاع وأسر المتهمين ال39 الذين تسبب قرار نقلهم من بورسعيد في اندلاع أحداث العنف لزيارة أبنائهم .. وفي داخل مدينة بورسعيد أثرت الأحداث التي شهدتها علي سير الحياة الطبيعية بها حيث تسير الأمور داخل المصالح الحكومية وفي شوارع المدينة وفي حذر شديد خوفا من تداعيات الاشتباكات الدائرة بها ومازالت الكثير من المحلات التجارية مغلقة الأبواب كما ظلت مدارس المحافظة علي حالة الشلل الموجودة بها وقد أصدر أحمد عرابي وكيل وزارة التعليم قرارا بعودة مديري المدارس وأطقم التدريس إلي مدارسهم تحسبا وانتظارا لتحسن الأوضاع لاستئناف الدراسة مرة أخري وقد شهدت محطات البنزين تكدسا امامها أرجعه صفوت عمار مدير التموين إلي تدفق سيارات اجرة ونقل متوسط إلي المدينة من المحافظات المجاورة للحصول علي السولار حيث تنتظم شاحنات نقل البنزين والسولار القادمة إلي بورسعيد بنقل حصة المدينة منهما بشكل يومي منتظم كما استمر العمل في سيره الطبيعي داخل منطقة الاستثمار وميناءي شرق وغرب بورسعيد وأكد اللواء أحمد شرف رئيس هيئة مواني بورسعيد أن ميناءي شرق وغرب حققا أمس معدلات عالية في استقبال 22 سفينة من سفن الحاويات والبضائع العامة . ونفي العقيد أحمد علي المتحدث العسكري ما تردد من أنباء حول فرض حظر التجوال في محيط مبني مديرية الأمن والمحافظة.