سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بورسعيد تدخل إلى " العصيان الشامل" بعد ليلة دامية.. 4 شهداء و400 مصاب فى اشتباكات الجيش والشعب مع الشرطة حريق بالمجمع الثقافى.. ومظاهرة داخل الميناء تستغيث بالجيش
شهدت مدينة بورسعيد صباح أمس عصياناً شاملاً، وتوقف العمل فى كافة المؤسسات والمصالح الحكومية، بعد ليلة من الاشتباكات الدامية أدت إلى استشهاد 4، بينهم مجندان بالأمن المركزى وإصابة أكثر من 400 شخص بينهم ضباط وقيادات بالجيش. توقفت معظم المصالح الحكومية والخاصة ببورسعيد إلا المؤسسات الحيوية عن العمل، فى اليوم الخامس عشر للعصيان المدنى، وامتنع الأهالى عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، فيما انتظم العمل فى موانئ بورسعيد. ونظم العشرات من عمال هيئة قناة السويس وقفة احتجاجية، رفعوا خلالها لافتات كتبوا عليه: «عفوا ردنا سيكون قاسياً، وبورسعيد تنزف من النظام وسيكون الرد بقوة، ومطالبنا القصاص العادل، واحتسابهم شهداء ورد كرامة بورسعيد». وكانت الاشتباكات قد اندلعت إثر نقل المتهمين فى قضية مذبحة الألتراس من سجن بورسعيد العمومى إلى مكان مجهول، وأكد مصدر أمنى بوزارة الداخلية أنه تم نقل 39 من السجناء المتهمين فى أحداث مباراة استاد بورسعيد الدامية إلى سجون خارج المحافظة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدها محيط السجن الأيام الماضية، وأوضح المصدر أنه سيتم نقل باقى المساجين تباعاً وفق خطة تم إعدادها تمهيداً لإخلاء السجن، على أن يتم إنشاء سجن جديد فى موقع مناسب. وبدأت الاشتباكات بمناوشات ورشق حجارة بين محتجين والأمن المركزى فى محيط مديرية الأمن قبل أن تتصاعد الأحداث للتحول لاشتباكات بالخرطوش وقنابل الغاز والأسلحة النارية، وتشهد اشتباكات متقطعة بين الجيش والشعب من ناحية والشرطة من ناحية أخرى. وأعلنت مديرية الصحة ببورسعيد عن وفاة أربعة هم: عبدالرحمن السيد العربى (16 سنة)، والسيد على السيد (22 سنة)، ومجندان بالأمن المركزى هما: إبراهيم عبدالعظيم مصطفى (22 سنة)، ومحمد الحسينى داود (22 سنة) من كفر الشيخ، نتيجة إصابتهما بطلقات نارية بالرأس والرقبة من قِبل عناصر مجهولة قامت بإطلاق النيران بشكل عشوائى بالمنطقة المحيطة بالمديرية. وأضافت المديرية أن أعداد المصابين تجاوزت ال400، بينهم العقيد شريف العرايشى، قائد اللواء 135 والمسئول عن تأمين محافظة بورسعيد، والذى أصيب فى قدمه وتم نقله إلى المستشفى العسكرى ثم إلى مستشفى الحلمية العسكرى لتلقى العلاج، كما أصيب لواء جيش باختناق وهبوط بالقلب نتيجة قنابل الغاز المستمرة ونقل إلى المستشفى العسكرى. وقال الدكتور حلمى العفنى، مدير الصحة ببورسعيد إن من بين المصابين مجند أمن مركزى فى حالة خطرة، وهو على محمد الشوادفى (23 سنة)، إضافة إلى 17 حالة مصابة بجروح قطعية، إضافة إلى الشاب حسن إبراهيم شومان (20 سنة) والمصاب بانفجار فى مقله العين، كما أجرى مستشفى بورسعيد العام عملية تثبيت ساق لمريض. وقال إن مستشفيات بورسعيد تعمل بكامل طاقتها بعد إعلان حاله الطوارئ القصوى، ووقف إجازات الأطباء وأطقم التمريض، وقال إن هناك مستشفيات ميدانية، تتعامل مع حالات الاختناقات على الفور. وأضاف الدكتور سيد المصرى، مدير إسعاف بورسعيد أنه توجد 35 سيارة إسعاف مجهزة تعمل فى مواقع الأحداث بالرغم من تعرض بعض طاقم الإسعاف لإطلاق قنابل الغاز جراء الأحداث. وكانت اشتباكات اندلعت بين الجيش والشرطة مساء أمس، بعد قيام متظاهرين بإطلاق أعيرة نارية على الشرطة، فرد جنود الأمن المركزى بإطلاق الرصاص الحى فتدخلت قوات الجيش، وحاولت تهدئة قوات الأمن المركزى لكنهم أطلقوا النيران عليهم، لتبادلهم قوات الجيش الرصاص وحاصرتهم حتى وصلوا إلى داخل مبنى المحافظة، وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للجيش مثل: «الجيش والشعب إيد واحدة»، و«الداخلية بلطجية». من جهته، نفى المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة وقوع اشتباكات بين الجيش والشرطة، وأكد أن قوات الجيش الموجودة هناك تؤمّن فقط المنشآت وأن المناوشات بين المتظاهرين وعناصر من الداخلية، أدت إلى إصابة ضابط جيش واستشهاد مجندين. وناشدت الصفحة الرسمية أهالى بورسعيد عدم الاقتراب من المنشآت التى يؤمنها الجيش الثانى الميدانى حفاظاً على الأرواح. كما اندلع مساء أمس حريق هائل داخل محيط المجمع الثقافى تحت الإنشاء بشارع طرح البحر خلف مديرية أمن بورسعيد، وبدأ الحريق فى عشش خشبية يستخدمها الخفراء كمبيت لهم، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحريق لم يتضح بعد إذا كان تم بفعل فاعل أم لا لكن، فيما قال شهود عيان إنهم سمعوا دوى انفجار قبل بداية الحريق. وفى تطور لاحق، قال محمد عصفور، كابو ألتراس سوبر جرين، إن المتظاهرين اقتحموا مساء أمس الأول ميناء بورسعيد السياحى، وهتفوا هناك: «أس أو اس» مستغيثين بالجيش للنزول والسيطرة على حكم البلاد، مشيراً إلى أنهم أشعلوا إطارات السيارات داخل الميناء وألقوا القبض على صحفى أمريكى كان يصورهم داخل الميناء، وسلموه إلى قوات الجيش.