استمرت الاشتباكات والأوضاع المتوترة في بورسعيد لليوم الثالث علي التوالي وسط تصاعد في الآثار السلبية حيث امتدت عمليات حرق المنشآت الشرطية إلي مقر جهاز الأمن الوطني بعد احتراق جزء من مديرية الأمن ومبني ديوان عام المحافظة ورغم ازدياد وتيرة العنف إلا أنه لم تبدو أي مؤشرات للأنباء التي ذُكرت عن تولي الجيش مسئولية تامين مبني مديرية الأمن وسحب قوات الأمن المركزي من المحافظة بعد أن وصلت فجر أمس تعزيزات اضافية من قوات الأمن المركزي انضمت لقوات التأمين خاصة في محيط مديرية الامن. وكان سكان بورسعيد قد استيقطوا فجر أمس علي صوت انفجار كبير هز أرجاء المدينة من داخل مقر جهاز الأمن الوطني الواقع في حي شرق بالقرب من الميناء حيث تعرض المقر لهجمات بزجاجات المولوتوف والحجارة وأدت إلي اشتعال النيران في الطابق الأول من المبني كما انفجرت خزانات الوقود في 6 سيارات تابعة للجهاز كانت تقف في ساحته بينما اصيب اثنان من امناء الشرطة العاملين بالجهاز بعدة طعنات بأسلحة بيضاء وتم نقلهما في حالة صحية سيئة الي مستشفي الشرطة الشرطة بالعجوزة وقد اخلي طاقم الضباط والجنود العاملون بالمبني مقر عملهم وانتقلوا إلي مبني اخر وأدت الانفجارات إلي حالة من الرعب بين سكان المنطقة المحيطة. والذي هرع بعضهم إلي مغادرة مساكنهم إلي مناطق أخري أكثر امانا وكان الحريق الذي اشتعل في مبني إدارة البحث الجنائي بمديرية الأمن ومبني الضرائب العقارية الملحق بمبني المحافظه قد أستمر لأكثر من 6 ساعات بعد تعذر وصول سيارات الإسعاف لمقر الحريق بسبب كثافة الأشتباكات والتي استمرت طوال الليل و أسفرت أحداث اليوم الثاني عن سقوط 253 مصابا ليرتفع أجمالي الإصابات والضحايا في اليوم الأول والثاني إلي 727 مصاب بينهم 98 بإصابات طلقات نارية وخرطوش وأرعة وفيات وقد اندلعت الاشتباكات ظهر أمس في محيط مبني مديرية الأمن وقد أطلقت قوات التأمين المكلفه بحماية المبني كميات كثيفة من قنابل الغاز والتي ملأت ميدان الشهداء ووصلت إلي وسط المدينة بفعل الرياح وأسفرت حتي الظهر عن سقوط 30 مصابا بحالات اختناق وبينهم شاب أصيب بطلق ناري في الرأس. وكانت قوات إضافية تابعة للامن المركزي قد وصلت للمدينة فجر امس وبدأت عملية انتشار حول المنشآت الشرطية وتركزت معظمها أمام مديرية الأمن لدعم القوات المتواجد بعد حالة التعب والارهاق التي لحقت بوحدات الأمن من استمرار الاشتباكات دون توقف علي مدي يومين كاملين ويعد وصول هذه القوات إشارة واضحة إلي استمرار تواجد قوات الأمن المركزي في مهمتها لتأمين مبني مديرية الأمن وعدم سحبها لخارج المحافظة وإحلال وحدات القوات المسلحة مكانها وقام اللواء عادل الغضبان صباح أمس بتفقد الأوضاع في محيط مبني مديرية الأمن، حيث التقي بجماعات من المواطنين المحتشدين أمامها وناشد أبناء المدينة العمل بروح الفريق الواحد لإعادة الأمن والأستقرار لبورسعيد وناشد أولياء الأمور بالحفاظ علي أرواح أبنائهم وأكد أن مبني مديرية الأمن يعد رمزا للدولة وأن سقوطه يعني الفوضي واضطراب الأوضاع الأمنية بما يؤثر علي حياة الآمنين و اكد ان القوات المسلحة مستمرة في دروها في تأمين المنشآت الحيوية ببورسعيد كما تواصل دورها بالتنسيق مع قيادات المحافظة في رعاية أسر الشهداء و المواطنين وكذالك وفير الأمن النفسي لأسر المتهمين في أحداث بورسعيد حيث انطلق امس سيارتن تحملان 67 من أسر المتهمين لزيارة ذويهم المحبوسين في وداي النطرون. وقد أثرت الأحداث والاشتباكات في بورسعيد علي استقرار الأوضاع في الحياة اليومية وللسكان حيث تأخر امس دخول شاحنات نقل السولار والبنزين إلي ساعات من بعد الظهر بسبب رعب سائقي الشاحنات من دخول بورسعيد حتي تم تأمين دخول السيارات من قبل القوات المسلحة وقد شهدت المحطات في الصباح تكدس السيارات أمام المحطات كما عادت الكثير من المحلات التجارية لإغلاق أبوابها بسبب الأوضاع كما قام الكثير من السكان في محيط مديرية الأمن بالرحيل عن منازلهم إلي منازل أقاربهم البعيدة عن منطقة الاشتباكات كما انخفضت إلي حد كبير اعداد الركاب في حركة السفر بوسائل المواصلات بين بورسعيد والمحافظات بينما استمر العمل بشكل طبيعي داخل مناطق منطقة الاستثمار وفي مينائي شرق وغرب بورسعيد وأعلن اللواء احمد شرف رئيس هيئة الموانيء عن استقبال الميناءين 17 سفينة امس ووصول 223 من أبناء سوريا علي متن سفينة شحن تركية وقال انه خرج من الميناء امس 55 شاحنة في ساعات الظهيرة متوجهة إلي السويس كما خرجت في المساء 67 شاحنة اخري من شاحنات البضائع والحاويات.