هل استخدمت الولاياتالمتحدة المارينز الامريكيين كفئران تجارب في قاعدتها في اوكيناوا باليابان.. وأجرت عليهم تجارب بيولوجية وكيميائية؟ جون ميتشل في صحيفة آسيا باسفيك« نشر ادلة جديدة تؤكد ذلك.يقول ميتشل انه قبل 50 عاما وبالتحديد في ديسمبر 1965 ارسل البنتاجون فرقة كيمائية من 35 من المارينز الي اوكيناوا، في اطار "مشروع 112" وطبقا للبنتاجون يتعلق الامر باختبارات وتجارب بيولوجية وكيميائية. وهو مشروع سري جدا، تعرض آلاف المارينز حول العالم لمواد سامة مثل غازالسارين وغاز اعصاب "في اكس" بين اعوام 1962و1974 . طبقا لوثائق تم الحصول عليها من مركز التراث الامريكي في بنسلفانيا تم ارسال "الفرقة 267" الكيميائية الي اوكيناوا وقبل وصول الفرقة حصلت علي تدريب في احدي المنشآت التي تخزن فيها اسلحة كيميائية وبيولوجية . هبطت الفرقة في شيبانا شمال اوكيناوا وتلقت ما بين 1962و1965 ثلاث شحنات سرية يعتقد انها تحتوي علي غاز السارين وغاز الخردل. لسنوات انكر البنتاجون وجود" مشروع 112"ولكن في عام 2000 اعترف البنتاجون انه عرّض المارينز لتجارب كيميائية وبيولوجية، وأن هذا المشروع صمم من اجل تمكين امريكا للتخطيط بشكل افضل في حالة تعرض قواتها لهجمات بيولوجية وكيميائية. ومع تزايد الادلة لظهور امراض خطيرة بين عدد من المقاتلين الذين تعرضوا لهذه التجارب، اجبر الكونجرس البنتاجون في 2003علي تقديم قائمة بأسماء المارينز الذين تعرضوا لهذه التجارب . اعترف البنتاجون انه اجري تجارب في هاواي وبنما، وعلي السفن في المحيط الهادي. وكانت هذه اول مرة يذكر فيها اسم اوكيناوا وكانت خاضعة للسيادة الامريكية . يتذكر المقاتل الامريكي »دون هيثكوت« الذي ارسل الي اوكيناوا ظروف تعرضه لهذه الاسلحة الكيميائية.. لقد مكث شهرا كاملا مع فرقة من المارينز في احراش اوكيناوا. قام هيثكوت برش مواد كيميائية من براميل دهن سطحها بالوان مختلفة علي نبات زينة ويعتقد ان هذه المواد كانت مبيدات زراعية جري تجربتها ومنها العنصر الاورجواني الذي سبق العنصر البرتقالي، وهو سائل كيميائي سام وقال ان هذا السائل دمر مناطق واسعة من الاحراش وترك اثرا مدمرا علي صحته. بعد عودته اجري عملية لسحب غشاء مخاطي من انفه ملأ فنجاناً كما اصيب بالتهاب شعبي والتهاب الجيوب الانفية نتيجة تعرضه للمواد الكيميائية. ويعتقد انه ربما تعرض لمواد اشد خطورة من المواد الكيميائية. "فمشروع112 " يشمل آلاف مشاريع التجارب الاخري علي مجموعة من السموم والعقارات والجراثيم والميكروبات.لقد باءت كل محاولات هيثكوت بإقناع السلطات الامريكية بكشف تفاصيل الاختبارات التي اجريت في اطار "مشروع 112"في اوكيناوا بالفشل . قبل ان يجف حبر معاهدة سان فرانسيسكو 1952 التي انهت احتلال امريكا لليابان مع احتفاظها بالسيطرة علي اوكيناوا، بدأ البنتاجون بتخزين العنصر البرتقالي والاسلحة الكيمائيةفي جزيرة اوكيناوا، وكان ذلك في اوج الحرب الكورية، واتهمت وسائل الاعلام الصينية القوات الجوية الامريكية بنشر اوبئة ومنها الكوليرا والتيفود في كوريا الشمالية. السجلات المتاح الاطلاع عليها والمنشورة كشفت ان امريكا اجرت اختبارات بيولوجية ناجحة في اوكيناوا بهدف حرمان العدومن مصدر غذائه الاساسي خاصة محصول الارز. في عام 1961 اجري الجيش الامريكي تجارب علي الارز في اوكيناوا وتم نشر فطر معدي يمكنه ان يهلك ويدمر المحصول بالكامل. جيرالد موهلر مارينز سابق يعتقد انه تعرض ايضا لهذه التجارب. ففي يوليو 1961 وكان عمره 21 عاما صدرت له الاوامر ان يشارك في مهمه غير عادية في الاحراش. تم نصب الخيام في منطقة خالية من الزرع، وقد بقي موهلر في المنطقة لعدة ايام .. لم يفعلوا شيئا سوي البقاء وقد عثر علي مخبأ به براميل تحوي مواد كيميائية، وكان ذلك واضحا من رائحتها النفاذة .موهلر مصاب بتليف في الرئة نتيجة تعرضه لمواد كيميائية سامة وبمرض باركنسون. ويعتقد موهلر أن المارينز استخدموا كفئران تجارب. التزمت واشنطن حتي 1969 سياسة عدم نفي او تأكيد وجود اسلحة كيميائية او بيولوجية في اوكيناوا، ولكن تعرض عسكريين امريكيين اثناء صيانة ذخائر وقذائف في مخزن شيبانا لتسرب غاز "في اكس "من احد الصواريخ ادي الي نقلهم لمستشفي للعلاج، واضطرالبرلمان للاعتراف بوجود ترسانة كيميائية في اوكيناوا، وتم نقل 12 الف طن من غاز السارين وغاز الخردل وغاز"في اكس " الي جزيرة جونستون في الباسفيك التي تخضع لسيادة امريكا . الرأي العام الامريكي استنكر الشائعات المنتشرة وقتها عن اجراء امريكا تجارب علي قواتها، فقد رفضوا ان يصدقوا ان حكومتهم يمكن ان تجري تجارب كيميائية وبيولوجية علي قواتها. لا اعرف كيف امكن للبنتاجون ارتكاب عمل بمثل هذه البشاعة، ولكنها امريكا التي تنازلت عن قيمها واخلاقها حتي علي فلذات اكبادها.كان المعتاد ان تجري الدول الكبري تجاربها البيولوجية والنووية علي شعوب مستعمراتها، ولكنها المرة الاولي التي يتم فيها اجراء هذه التجارب علي ابنائها.