قالت مجلة دير شبيغل الألمانية اليوم الثلاثاء إن الجيش السوري أجرى نهاية الشهر الماضي تجارب على أسلحة كيمياوية شرقي مدينة حلب, وذلك بعد نحو شهرين من تلويح دمشق باستخدام تلك الأسلحة إذا تعرضت لعدوان خارجي.
ونقلت المجلة عن شهود عيان أن ما يصل إلى ستة مظاريف فارغة لمواد كيمياوية موجهة للاستخدام في هجوم كيمياوي، أُطلقت من دبابات أو طائرات على منطقة الدريهم في الصحراء بالقرب من مركز الشناصير الذي يوصف بأنه أكبر مركز لتجارب الأسلحة الكيمياوية في سوريا.
ويُعرف المركز الذي أجريت فيه التجارب بمركز البحوث العملية, ويعمل فيه خبراء إيرانيون وكوريون شماليون لصنع غازات سامة مثل غاز السارين وغاز الخردل حسب المجلة الألمانية التي تستند في ذلك إلى تقارير استخبارية غربية.
وأضافت دير شبيغل أن ضباطا إيرانيين "هم بلا شك من الحرس الثوري", توجهوا على متن مروحية إلى المنطقة التي أجريت فيها التجارب. وفي يوليو/تموز الماضي, قال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن بلاده لن تستخدم أي سلاح كيميياوي أو بيولوجي إلا إذا تعرضت لعدوان خارجي. واعتٌبر تصريح مقدسي -الذي حاولت السلطات السورية لاحقا التخفيف منه- اعترافا من دمشق بحيازتها أسلحة كيمياوية.
وحذرت الدول الغربية حينها دمشق من مغبة استخدام السلاح الكيمياي أو السماح لجهات أخرى بالوصول إليه, وأثارت الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسرائيل احتمال التدخل عسكريا في سوريا إذا نقلت أو حاولت استخدام مخزونها الكيمياوي.
من جهتها, رفضت روسيا -التي ينظر إليها كحليف لنظام الرئيس بشار الأسد- تهديد دمشق باستخدام أسلحة كيمياوية, وقالت لاحقا إن ترسانة سوريا من هذا السلاح "آمنة".
وتقول تقارير إن مخزون سوريا من الأسلحة اليكمياوية يعود إلى سبعينيات القرن الماضي, وهو الأكبر في المنطقة.
وفي يوليو/تموز الماضي, قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعقد اجتماعات لمناقشة تقارير تفيد بأن سوريا بدأت نقل جزء من ترسانتها الكيمياوية خارج منشآت التخزين, وهو ما نفته دمشق.
وبعد أيام من هذا التقرير, قال العقيد السوري المنشق عبد الحميد زكريا للجزيرة إن نظام الرئيس الأسد بدأ توزيع أسلحة كيمياوية وأقنعة واقية من الغازات السامة على الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري, وتحدث عن 600 رأس كيمياوية مخزنة.
ويقول معارضون سوريون إن بعض مواقع تخزين الترسانة الكيمياوية تقع في محافظات ريف دمشق وحمص وحلب.