القضية الأن ليست قضية دستورية ودستور وإنما إصرار علي هيمنة السلطة الحاكمة وإصرار علي دكتاتورية الاقلية والتيارات السياسية لاسقاط النظام، والذي لا قدر الله سيدخل مصر في غياب لا يعلمها إلا هو. حوارات الرئيس مع القوي والتيارات السياسية لم تنجح في حسم خلاف التأسيسية والدستور وانتهت بفرض وهيمنة الاغلبية لقرار الرئيس.. وعدم تخلي الاقلية عن دكتاتوريتها لتزيد مساحة الاستقطاب والتشرذم والفرقة.. والمحصلة النهائية خسارة الوطن والمواطن وضياع فرصة تاريخية للبناء الحديث للوطن. وعدم تحقيق بناء مصر المستقبل.. فشرط تحقيق النهضة لن يكون الا اذا استشعر الجميع مسئوليته الوطنية والتاريخية ويتخلي عن منطق الاقصاء واستبعاد الآخر. ليعلم الجميع ان استعراض القوي من الطرفين ليس هو الاسلوب الامثل فنحن بسفينة واحدة سواء كنا في ظلال هيمنة السلطة أو ظلال دكتاتورية الاقلية والتيارات السياسية.. فكلنا مواطنون سواء كنا مسلمين.. مسيحيين.. يساريين. ليبراليين. ناصريين.. وان تكلفة استمرار هذا التشرذم سيؤدي لاغراق السفينة بالجميع والخصم من فرصة وتاريخ مصر الاقتصادية وان تكون دولة عصرية تتناسب مع ما قامت بها من ثورة من اجل التغيير والاستقرار ثورة علي الجوع والفقر والقمع والدكتاتورية والفساد. ان هذا الطريق سيأخذنا الي مزيد من تجاهل الاوضاع الاقتصادية المتمردية، والتي ستصل الي حد التهام كل شيء وستترك ملايين جائعة غاضبة ومنفعلة علي الكل، سواء هيمنة السلطة الحاكمة أو دكتاتورية الاقلية والتيارات السياسية المعارضة، وحتما سندخل الي مرحلة الفوضي وتغيير مسار الثورة بدلا من دعاوي تعديل مسارها. ان هذا الطريق سيأخذنا الي مزيد من تناسي ما يحدث بسيناء التي تنصرم من أيدينا، ولم نقم بواجبنا حتي الآن تجاه أمنها فعدم تحقيق امن سيناء يعني فشلا ذريعا في تحقيق أمن مصر القومي.. يصعب السكوت عليه. وسندفع ثمنا غاليا اذا لم نقض علي المنظمات الدولية للإرهاب، الأمن الوطني لابد ان يستعيد قوته وقدراته برفح، نريد أسماءهم، هل هناك تمويل نفطي حماسي لتصدير القاعدة وتوطينها بمصر. ان ما حدث رسالة تحذير للاسف سطرت بدماء شهداء ابرار الي مصر ورئيسها وجميع قوي الهيمنة الحاكمة والمعارضة بأننا الآن نكرس للفوضي التي ورثها لنا النظام السابق.. وراهن عليها وسنغرق في محاولة العثور علي الطرف الثالث الذي ندخله بأيدينا بيننا ونعمق من فرقة زملاء الميدان ولابد من اتساع الصدور للحوار الجاد وبضرورة التوافق بين الجميع والا سيذكر التاريخ خسارة الجميع والأهم الوطن. ان ما حدث لهو اختبار صعب للسيد الرئيس.. فالموقف خطير أمام شعبك ووطنك، ولابد من اقتحامك المعالجة السياسية بحكمة أعانك عليها الله، نريد الأمن والاستقرار وعدم تشتيت الجهود ونتناسي التصدي لمعركتنا الحقيقية ضد الإرهاب وإنقاذ اقتصادنا. وحضور الدولة والمجتمع لتنمية سيناء. لا داعي لتقسيم الأمة من جديد لتيارات ودعونا نذهب للعمل الجاد.. وليبق أمن مصر »الوطن«.. فوق كل انتماء.. ليبق فوق الجميع. وكما يقول سبحانه وتعالي »ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة.. وخذوا حذركم« صدق الله العظيم.