علي الرغم من الأهداف السلمية التي انطلقت بها ثورات الربيع العربي فإن المتابع لمسيرتها علي مدي أكثر من17 شهرا يجد أن غالبية مطالبها الشعبية لم يتحقق الحد الأدني منها وذلك نتيجة لتصاعد الخلافات بين القوي الثورية وغيرها. مما أدي إلي إشاعة الفوضي الهدامة بديلا عن البناءة الإفراز الطبيعي للثورات.ومع تصاعد الخلافات التي تحولت بكل أسف إلي خلافات دموية حصدت وما زالت تحصد المئات يوميا من أرواح الأبرياء وجرح وتشريد الآلاف عقابا لهم علي المطالبة بتحقيق الحد الأدني لمطالبهم في حياة حرة كريمة تسودها العدالة وفي مناخ من الديمقراطية بعد طول صبر وانتظار علي ظلم حكامها علي الديكتاتوريين الذين نجحوا رغم أخطائهم ومفاسدهم في تحقيق الأمن بالقمع وهيمنة القوة المفرطة علي حساب الحقوق المشروعة للشعوب. ومع إخفاقات الثوار وتزايد خلافاتهم الدينية والسياسية والمذهبية والعرقية وسعي كل فصيل لتغليب مصالحه وتحقيق أهدافه وقيادة المسيرة منفردا دون مراعاة لمصالح باقي فئات وطوائف الوطن. المؤسف أن واقع الخلافات وعدم الاستقرار وغياب الأمن والأمان التي تشهدها غالبية دول الربيع العربي بلا استثناء دفع البعض للتباكي علي أيام حكامها السابقين رغم ديكتاتوريتهم. لتحقيقهم الأمن ووحدة مجتمعاتهم وإن كانت باستخدام القوة المفرطة!!. ولعل ماشهدته اجتماعات مؤتمر المعارضة السورية الذي استضافته الجامعة العربية بمقرها بالقاهرة لتوحيد الرؤي والذي تحول إلي صدام بالأيدي وتبادل الاتهامات أمام إصرار كل فصيل علي قيادة المسيرة رغم فشلهم جميعا في الاتفاق علي معلم خريطة طريقها واختيار قيادة موحدة للمعارضة تنقذ الشعب السوري من بحور الدم التي تسال يوميا.وتساعد الخلافات بين قوي المعارضة والتدخلات الخارجية علي استمرار وأد النظام السوري للشعب. الصورة لا تختلف كثيرا في ليبيا التي تشهد تصاعد الخلافات الدموية بين القوي الثورية والمعارضة والتي تهدد بانقسامها ال3 أقاليم وأكثر وفي اليمن لا تزال الخلافات الدموية تهدد بعودة انقسامه إلي دولتين وأكثر وما بين تونس ومصر أولي دول الربيع ما تزال المخاوف تحيط بمسيرتها. هذا الواقع يدعونا جميعا إلي سرعة نبذ الخلافات من اجل تحقيق مطالب الشعوب التي طال انتظارها [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين