ممتاز القطممتاز القط يوما بعد يوم تزداد حالة المرور سوءا ليس في القاهرة الكبري او الاسكندرية وانما في كل انحاء مصر. الارقام تؤكد انه لم تحدث زيادة في اعداد السيارات الجديدة بالقدر الذي يؤدي لتفاقم ظاهرة الازدحام والمرور. في اعتقادي فان احد الاسباب الاساسية وراء حالة الاختناق التي وصلت اليها كل الشوارع والميادين يعود الي النظرة الضيقة للمشكلة من جانب المسئولين والذين تنحصر افكارهم في مجرد زيادة في اعداد الكمائن او رجال المرور او تغيير في مسارات السير والدورانات وكلها حلول عقيمة لم تتطرق ابدا لكل القضايا المتعلقة بالمشكلة والتي تؤدي لاستفحالها يوما بعد يوم. لا ابالغ عندما اقول ان ايجاد حلول لمشكلة الازدحام المروري قد يغني مصر تماما عن اللجوء لصندوق النقد وينهي ظاهرة ندرة المواد البترولية ويعالج الخلل بالموازنة العامة للدولة. إن نظرة متأنية لتأثيرات حالة الاختناق المروري تؤكد ان مقدار الفاقد والمهدر قد يتجاوز نصف قدرات مصر الانتاجية حيث بلغ متوسط الرحلة التي تقطعها اي سيارة الي زيادة لا تقل عن 300٪ من زمن الرحلة في الاحوال العادية. كما تؤدي الي فقدان ما يقرب 40٪ من وقود السيارات تذهب هباء بغض النظر تماما عن تأثيراتها الصحية والبيئية نتيجة الحركة البطيئة للسيارات او توقفها عن السير رغم استمرار دوران محركها. اي ان ظاهرة الاختناق المروري تكاد تبتلع تماما مقدار الدعم المقدم لوقود السيارات. اعود لمشكلة الاختناق التي اصابت مصر كلها بالشلل الكامل لكي ادعو رئيس الوزراء الي تشكيل لجنة خاصة من الوزراء وكبار المسئولين عن المرور والتخطيط العمراني والاحياء لاتخاذ قرارات جريئة وسريعة لحل المشكلة وسرعة تطبيق سياسة اللامركزية بحيث تصبح واقعا فعليا وليس مجرد شعارات براقة لانزال نرفعها منذ ثورة 52 وحتي اليوم. قرارات تطبق بحزم وصرامة عقوبات رادعة للمخالفين وتساهم في القضاء علي حالة الاختناق التي تكاد تصيبنا بالغثيان في كل شوارع المحروسة.