محمد بركات هناك العديد من الظواهر السلبية التي طفحت علي السطح هذه الأيام، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، لتشوه وجه الحياة التي كنا نرجوها في مصر بعد الخامس والعشرين من يناير،...، ولعل أحد أهم أسباب ذلك يعود الي حالة عدم الوفاق الواقعة بين الفرقاء علي الساحة السياسية من قوي وجماعات وأحزاب. وقد أدت هذه الصراعات والخلافات الملتهبة والساخنة والتي تصاعدت حدتها في الآونة الأخيرة، وخروجها في بعض الاحيان عن اطار الموضوعية، والمصلحة الوطنية العامة، التي يجب أن تحكم مسارها، بل وجنوحها إلي تغليب المصالح الضيقة لكل فصيل من هذه القوي في أحيان اخري، إلي شيوع حالة عامة من التوتر والقلق والاحتقان لدي المواطنين وعلي الساحة السياسية بصفة عامة. والمصارحة تقتضي القول إنه لا مجال للانكار أمام هذه القوي جميعا، عن مسئوليتها الكاملة، أو حتي النسبية عن هذه الحالة من التوتر والقلق والاحتقان العام، التي تسود الشارع والمجتمع المصري الآن، كنتيجة للخلافات القائمة والصراعات المشتعلة بينها حول جميع القضايا والموضوعات المهمة والرئيسية المطروحة علي الساحة، والمتعلقة بمسار العمل الوطني في المرحلة الحالية. ولكن المصارحة والشفافية تقتضيان منا، وتفرضان علينا القول بكل وضوح ان الجزء الأكبر من المسئولية في ذلك يقع علي حزب الحرية والعدالة، ومعه ومن قبله وبعده جماعة الاخوان المسلمين، وذلك نظرا لانهم الفصيل الممسك بتلابيب السلطة والحكم ومواقع اتخاذ القرار الآن. تلك مسئولية كبيرة، تفرض عليهم ضرورة السعي لرأب الصدع بينهم وبين القوي السياسية الأخري، والعمل بكل الجدية والاخلاص لانهاء حالة الاستقطاب والانقسام القائمة الآن علي الساحة السياسية،...، ذلك واجبهم وتلك مسئوليتهم طالما انهم في السلطة وموقع الحكم. ولابد ان ينتبه الجميع وكافة القوي المتصارعة والمختلفة ان الشعب لن يغفر لهم ما هم فيه من صراع واختلاف، وانه يطالبهم بالعمل للمصلحة العليا للوطن، وليس للمصالح الخاصة فقط.