محمد بركات أكدنا بالأمس، ونؤكد اليوم، ضرورة وضع نهاية عاجلة، وحد فاصل وسريع لحالة الانقسام والتحزب، القائمة الآن بين القوي والفاعليات المتواجدة علي الساحة السياسية، والتي فيها جماعة الإخوان المسلمين والمتآلفون معها من السلفيين والأحزاب ذات المرجعية الدينية في جانب، والأحزاب والقوي الليبرالية واليسارية، ودعاة الدولة الدمنية في جانب آخر. وفي عرضنا لهذه الحالة، نذكر أنه بات ظاهرا وملموسا وجود حالة من الصراع الساخن والفرقة الواضحة، والخلاف المحتدم بين كلا الجانبين، وهناك محاولات مستمرة من كل منهما للزج برئيس الجمهورية وإقحامه كطرف أساسي في الصراع، حيث يشير أحد الأطراف تلميحا أحيانا، وتصريحا أحيانا اخري، انه يعبر عن الرئيس ويتحدث باسمه، بينما يشير الطرف الثاني بالتلميح والتصريح معا الي استغلال الطرف الأول للانتماء المعروف والمعلن للرئيس لجماعة الإخوان، وحزب الحرية والعدالة لفرض إرادتهم ورؤيتهم علي الآخرين. وفي الوقت الذي يتهم فيه فصيل الإخوان والسلفيين ومن معهم، الفصيل الاخر بخلق المشاكل وإثارة كافة عوامل القلق والتوتر في الدولة لمحاولة إعاقة عمل الرئيس، وهز مكانته، وعدم تمكينه من النجاح في أداء مهامه والوفاء بما وعد به،..، فإن الفصيل الآخر الذي يضم الليبراليين واليساريين ودعاة الدولة المدنية يتهمون الإخوان وجماعات الإسلام السياسي بالسعي للتكويش علي السلطة، والاستيلاء علي كافة مقاليد الدولة وتفكيكها وإعادة صياغتها وفقا لأهدافهم، وأنهم يستغلون سلطة الرئيس لإخونة الدولة في مخطط محدد سلفاً. وهذه الحالة من المواجهة والاستقطاب والانقسام، تسببت في إشاعة شعورا عاما بالقلق والتوتر يتنافي ويخالف ما كان متوقعا ومأمولا أن يحدث بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، وتولي الرئيس لمسئولياته ومهامه، حيث كان المأمول والمتوقع أن تسود حالة من الاستقرار العام في الدولة، يحرص فيها الكل علي دعم ومساندة الرئيس، وتمكينه من الوفاء بما تعهد بإنجازه وما وعد به في إطار البرنامج الذي خاض الانتخابات علي أساسه. ونؤكد أن الموضوعية والأمانة، تقتضي القول بوضوح، ان استمرار هذا الوضع بما هو عليه من انقسام واستقطاب حاد وشامل، يحمل في طياته الكثير من الأخطار التي تهدد سلامة الوطن وأمنه، وتحول دون تحقيق الاستقرار الذي كنا نأمل فيه بعد الانتخابات الرئاسية، وتولي الرئيس لمسئولياته ومهامه بحيث أصبح من الضروري الآن وضع نهاية عاجلة لهذا الوضع الخطير. ولتحقيق ذلك، وللوصول اليه، نقول دون تردد، أن علي الجانبين،..، الأول الذي يضم الإخوان وحزبهم وكافة القوي والأحزاب المتآلفة معهم، والثاني الذي يضم الليبراليين واليساريين ودعاة الدولة المدنية، الإدراك الواعي بأن الرئيس محمد مرسي، هو رئيس مصر، وكل المصريين بكل طوائفهم وصنوفهم، وبكافة انتماءاتهم السياسية والفكرية وأن علي الجميع دعمه ومساندته وتمكينه من النجاح في تنفيذ برنامجه وتحقيق أهدافه للنهوض بالدولة. وعلي جماعة الإخوان وحزبها ومن معهم الخروج من حالة الإستثارة والتحفز التي هم فيها الآن، والتي جعلتهم وكأنهم لا يصدقون بأن لمصر الآن رئيس جمهورية أتي من صفوفهم، وان يدركوا حقا وعملا بأن ذلك يلقي عليهم مسئولية جسيمة، وواجبا عظيما في السعي بكل الجدية والصدق والتواضع للم الشمل وتوحيد الصف، وتجميع كل القوي السياسية والحزبية، وكافة الفاعليات والتيارات لبدء مرحلة البناء، ودوران عجلة الإنتاج، وإشاعة الأمن والأمان، والاستقرار في ربوع البلاد. وعلي الجماعة وحزبها، ومن معهم، الإدراك الواعي بأن تجربتهم في مصر علي المحك، أن مقياس النجاح أو الفشل سيكون علي قدر الخطوات التي نخطوها نحو الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة القوية والناهضة سياسيا واقتصاديا بوحدة أبنائها، في ظل سيادة القانون، وإعلاء قيمة العدالة واحترام وتنفيذ أحكام القضاء. ونواصل غداً إن شاء الله..