في إطار الظواهر السلبية العديدة التي طفحت علي السطح هذه الآونة، لتشوه وجه الحياة السياسية والاجتماعية في مصر كلها، لا بد أن نعترف وبوضوح، أن أحد أهم أسباب وجودها وانتشارها، يعود الي حالة عدم الوفاق الواضحة والقائمة الآن، ومنذ فترة ليست بالقليلة، بين جميع الفرقاء علي الساحة السياسية، من قوي وجماعات وأحزاب. وقد أدت هذه الصراعات والخلافات الملتهبة والساخنة، وتصاعد حدتها وخروجها في كثير من الاحيان عن اطار الموضوعية، والمصلحة الوطنية العامة، التي يجب أن تحكم مسارها، وجنوحها الي تغليب المصالح الضيقة والمحددة لكل فصيل من هذه القوي والجماعات والأحزاب، الي شيوع حالة من التوتر والقلق العام لدي جموع المواطنين المهمومين بالشأن العام في الوطن. ولا مجال للإنكار أمام هذه القوي جميعها، عن مسئوليتها الكاملة، أو حتي النسبية، عن هذه الحالة من التوتر والقلق العام، التي تسود الشارع والمجتمع المصري الآن، ومنذ فترة كنتيجة للخلافات القائمة والصراعات المشتعلة بينها حول جميع القضايا والموضوعات المهمة والرئيسية المطروحة علي الساحة، والمتعلقة بمسار العمل الوطني في المرحلة الحالية، والتصورات والرؤي المستقبلية لمصر الجديدة التي نسعي اليها، ونهدف لتحقيقها في دولة ديمقراطية تقوم علي الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون. وأحسب أنه أصبح من الضروري أن تنتبه جميع القوي والأحزاب والجماعات المتصارعة، والمتصايحة علي ساحتنا السياسية والاجتماعية الآن، وغير المتفقة ولا المتوافقة علي أي شيء، والمختلفة علي كل القضايا تقريبا، أن الشعب بجميع فئاته وطوائفه لن يغفر لها ما هي عليه من صراع وخلاف، في وقت لا بد فيه من الاتفاق ويحتم التوافق ويتطلب من الجميع العمل معاً بكل الإخلاص والصدق، والجدية من أجل المصلحة العليا للوطن، والخروج بمصر من دوامة التوتر والقلق وعدم الاستقرار التي تدور فيها الآن، والوصول بها الي بر الأمان. فهل تنتبه هذه القوي وتلك الأحزاب والجماعات قبل فوات الأوان ؟! ونواصل غداً إن شاء الله.