محمد بركات رغم الإجماع علي أن تكليف الدكتور قنديل وزير الري في حكومة الدكتور الجنزوري ، كان بمثابة المفاجأة الكاملة وغير المتوقعة علي الإطلاق من جانب الغالبية العظمي ، ان لم يكن كل ، القوي السياسية وكافة المتابعين والمهتمين بالشأن العام ،..، إلا إننا نتمني ان يعطي الجميع الفرصة المستحقة للرجل كي يقوم بما هو موكل إليه ، دونما أحكام مسبقة ، أو مواقف إستباقية. وفي هذا الإطار ، فإننا نتمني لقنديل كل التوفيق في المهمة الصعبة التي كلف بها ، وندعو الله ان يكون عونا له في ذلك ، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد ، وحالة الانقسام والاختلاف والاستقطاب السائدة علي الساحة السياسية ، وبين جميع التيارات والقوي والأحزاب ، والتي تحتاج الي خبرة وكفاءة وصبر للتعامل معها وفك عقدها المستعصية علي الحل . وبغض النظر عما يردده البعض عن كون الدكتور قنديل من التابعين ، أو المتعاطفين ، أو المريدين لجماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين ، وما يردده البعض الآخر من انه بلا خبرة سياسية وبلا تجربة إدارية تؤهله للنجاح في المهمة الموكلة إليه ،..، إلا إننا لا نري في كل ذلك مبررا للحكم المتسرع علي الرجل في قضية لا يستحب التسرع فيها علي الإطلاق ، ويجب ان يكون الحكم عليه هو التجربة ذاتها ، وقدرته علي تأدية مهامه ، وتحمل مسئولياته ، في إدارة شئون البلاد كرئيس للوزراء وتنفيذ برنامج الإنقاذ والنهضة ، وهو ما سيتضح خلال الشهور الثلاثة القادمة . ولعلنا نتفق جميعا علي صعوبة وأهمية ودقة المهمة المكلف بها الدكتور قنديل ، ويجب ان نقدر شجاعته في قبول هذه المسئولية الجسيمة ، التي أعتذر عنها البعض ، وتردد في قبولها البعض الآخر ،..، ونأمل ان يحظي بالمعاونة الصادقة من كل الخبرات الوطنية المخلصة ، للنجاح في مهمته. ونحن في أملنا هذا ، وتمنياتنا تلك ندرك ان المهمة ليست سهلة علي الإطلاق وليست يسيرة المنال ايضا ، في ظل الظروف الصعبة والأمواج العاتية، والمشاكل المتفجرة التي تجتاح مصر . ونواصل غداً إن شاء الله.