تباينت ردود أفعال رؤساء الأحزاب والقوي السياسية حول قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بإختيار الدكتور هشام قنديل لتشكيل الحكومة الجديدة. فمن جانبه قال السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطية: إن هذا اختيار رئيس الجمهورية ويجب أن يحترم والرئيس هو الذي يتحمل نجاحه أو فشله ويجب ألا نهاجم الأشخاص وأن نركز علي الأفعال ونعطيه فرصة وإذا كانت أفعاله لمصلحة الوطن وأستطاع أن يتجاوز الأزمات فلابد أن ندعمه وإن أخفق في ذلك سنعارضه. وأشار كامل إلي أننا لانعرف لرئيس الوزراء الجديد تاريخا من الانجازات لكي نستطيع أن نحكم عليه وسننتظر برنامج العمل ورؤيته لتحقيق برنامج المائة يوم. ومن جهته أكد الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة أن اختيار هشام قنديل لرئاسة الوزراء مفاجأة غير متوقعة, مشيرا إلي أن قنديل ليس الاختيار الأفضل. وأضاف نور أن قنديل مكانه جيد كوزير للري وتعيينه رئيسا للوزراء سيقلل من دوره في مجال الري. وأوضح نور أنه كان من الممكن الاستعانة بقنديل كنائب لرئيس الوزراء لشئون دول حوض النيل والموارد المائية. ومن ناحيته أكد حسام الخولي السكرتير العام المساعد لحزب الوفد أن هذا اختيار رئيس الجمهورية وحق من حقوقه فرئيس الجمهورية من حقه أن يختار فريق عمله الذي يقوم بأداء الدور التنفيذي لأن من سيحاسب هو الرئيس الذي اختاره الشعب وأعطاه ثقته وبالتالي فالمحاسبة ستكون له من قبل الأحزاب والشعب عموما ومانريده الآن هو استقرار البلاد مع طفرة اقتصادية علما بأن الحكومة عليها دور خطير في هذه الفترة نظرا للانفلات الأمني في الشارع المصري وعدم وجود هيبة للدولة منذ قيام الثورة. وأضاف الخولي أننا نريد دولة ديمقراطية لأننا في السابق قبل الثورة كنا دولة بلا ديمقراطية وبعد الثورة أصبحنا ديمقراطية بلا دولة والآن يجب أن نكون دولة ديمقراطية وهذا دور الرئيس مع رئيس الحكومة الجديدة. وأشار إلي أنه لا معنا إذا كان رئيس الحكومة مستقلا أو إخوانيا المهم أداء واجبه علي أكمل وجه فالمسئولية ملقاة عليه وعلي السيد الرئيس الذي اختاره, وبالتالي لايمكننا أن نقتنع بوجهة النظر التي كانت تحاول أن تلزم رئيس الجمهورية بنسب معينة لإرضاء قوي ثورية ثم بعد ذلك نستطيع أن نحاسب رئيس الجمهورية, والصحيح الذي نقتنع به أن الشعب انتخب رئيسا له الحرية بأن يأتي برئيس حكومة ووزراء كيفما يري وعلينا المعاونة والمحاسبة لأنه أولا وأخيرا هو من سيحاسب. ومن جهته أعتبر جورج إسحاق الناشط السياسي إن اختيار الدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء اختيارا غير موفق فهو لم يشترك في الثورة ولايمثل الثوار. وأضاف إسحاق انه لم يحقق نتائج بارزة عندما كان وزيرا للري وأن هناك مشاكل كثيرة مازال الفلاحون يعانون منها, كما انه لم يكن سياسيا وكان ضعيفا في موقعه السابق كوزير. وأكد إسحاق إن المرحلة الحالية تحتاج لشخصية أفضل وانه غير متفائل بهذا الأختيار. وأتفق المهندس أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الأشتراكي المصري وعضو الأمانة العامة في الجمعية الوطنية للتغيير مع إسحاق علي الرأي وانه إندهش من هذا الأختيار. وقال أن الجميع كان يتوقع أن يكون رئيس الوزراء الجديد شخصية لها تاريخ سياسي ووطني وله مواقف واضحة وانحياز اجتماعي معلن وليست شخصية مجهولة الهوية. وأضاف أنه في أحسن الأحوال لن يكون الدكتور قنديل سوي شخصية بيروقراطية ومن الصعب أن تسند إليها مهام الوزارة المصرية في هذه الظروف الصعبة. وأرجع شعبان أن يكون المبرر الوحيد لذلك وضع شخصية يمكن السيطرة عليها علي رأس الوزارة ذلك, كما اعتادت جماعة الإخوان المسلمين أن تفعل ذلك وبما عرف عنهم طوال العقود الماضية من خلال انتخابات النقابات المهنية. وقال شعبان إن اختيار قنديل غير موفق ويشير إلي أداء الوزارة خلال الفترة القادمة ولن يكون أفضل حالا من الحالية. وأضاف إن سيطرة التيارات الدينية علي أغلب الوزارات يعني أن الوزارة المقبلة لن تكون سوي إحدي خطوات جماعات الإسلام السياسي للهيمنة علي الدولة ولن تحل مشكلات المجتمع حلا جذريا بل ستزيد من المشكلات. كما تحفظ أحمد خيري المتحدث الإعلامي لحزب المصريين الأحرار علي هذا الأختيار وقال إن الأختيار طبقا للسيرة الذاتية والتي تؤكد علي أن الدكتور قنديل خبير مائي فقط لا علاقة له بالأقتصاد لايكفي لأننا نحتاج لخبير مالي وليس لخبيرمائي وكان لابد لرئيس الحكومة الجديدة أن يكون سياسيا ذا خلفية اقتصادية يستطيع الربط بين القوي السياسية وإدارة الملف السياسي. بينما أختلف المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة مع الآراء الرافضة لقنديل, وقال انه من الناحية المهنية يعد اختيارا موفقا باعتباره كان وزيرا له سمعة طيبة وقد عالج الأزمة بين الناصرين والإخوان في انتخابات نقابة المهندسين في يناير الماضي.